السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب في 27 أعمل في شركة خاصة، وأتقاضى راتبا مقبولا، وإذا شاء الله وبقيت في نفس العمل سيتحسن كثيرا، لكنه يتطلب تنقلا على الميدان يفوق عادة 15 يوما، ولي أمي وخالتي لها إعاقة عضوية! أريدهما أن يعيشا معي، وليس لي منزل.
لي صديق من عائلة متدينة، أريد أن أخطب أخته، لكن مشكلتي لا أعلم عنها سوى أنها ذات دين، علما وأنها من منطقة بعيدة جدا، فهل من حل عملي لأتعرف عليها؟ وهل أواصل في هذا الطريق؟ وعملي ليس مستقرا البتة وظروفي خاصة جدا.
علما أني كلمت صديقي في الموضوع وقد كلف أخته الكبرى لتخبرها، بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإن اختيارك لأخيها من أول وأهم الخطوات، وهو مجيء للبيوت من أبوابها، كما أن أختها الكبرى تعتبر من أفضل من يتكلم معها في مثل هذه الأمور، وحبذا لو جعلت أهلك في الصورة كما يقولون، حتى لا يكون الأمر لهم مفاجأة، ولا تستعجل حتى تتاح لك فرصة الرؤية الشرعية؛ لأن (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)، وهذه الأمور لا تصلح فيها المجاملات.
ونسأل الله أن يوفقك للخير ويرفعك عنده درجات، وأنا في الحقيقة سعيد باهتمامك بوالدتك وخالتك.
وهذا دليل على الخير، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
ولا يخفى على أمثالك أن الإنسان إذا تحير فلم يعرف الصواب يسارع إلى صلاة الاستخارة وهي طلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير، ولا مانع بعد ذلك من مشاورة أهل الخيرة والدراية، وعليك بالتوجه إلى من بيده التوفيق والهداية.
ولست أدري لماذا عملك غير مستقر وهل حاولت البحث عن عمل أكثر استقرارا؟ مع أننا نوقن أن الأرزاق بيد الله، والمهم في الرجل هو قدرته على تحمل المسئوليات والمرأة تأتي برزقها وكذلك الأطفال، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وكان السلف يلتمسون الغنى في النكاح قال تعالى: ((إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله))[النور:32].
ولا شك أن الزواج يرفع من الإحساس بالجدية والمسئولية ويجعل للإنسان أهدافا كبيرة في الحياة، وهذا سبب لنزول البركات.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.