عدم الندم على ما قدره الله من فرصة عمل أو وظيفة بعد بذل الأسباب الشرعية

0 467

السؤال

السلام عليكم.

كنت أدرس وأشتغل في مكان جيد جدا، وكنت مرتاح البال والضمير، بارا بأهلي، وجاءتني فرصة - وأسميها فرصة لأني اعتقدتها فرصة - أن أذهب إلى بلد آخر وأترك دراستي التي كنت سوف أنهيها؛ ولأني اخترت طريق السفر لاعتقادي أنه الأفضل لمستقبلي، وبعد أن صليت صلاة الاستخارة سهلت أمور السفر سريعا، ولكن لحد الآن لم أجد الخير هنا في البلد الجديد، والأمور كلها معقدة، فهل لأني كنت طماعا شرعا أم هو طموح؟

وأنا الآن ألوم نفسي على قرار السفر وهدم مستقبلي، ولا أعرف ماذا أفعل نظرا لصعوبة العودة والبدء من جديد، فأرجوكم ساعدوني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الخير في الذي قدره لك الله، وعجبا لأمر المؤمن أن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، والإنسان لا يدري أن يكون الخير في العاقبة، وإذا استخار الإنسان ربه واستشار إخوانه فإنه لن يندم بإذن الله، والحياة لا تخلو من الصعاب ولكن المؤمن يتخطى الصعاب بالاستعانة برب الأرباب وبالتوكل على مسبب الأسباب ثم بانتظار الفرج من الكريم الوهاب، والمؤمن لا يقول لو كان كذا كان كذا لأنه يدرك أن لو تفتح عمل الشيطان فلا تستعجل النتائج ولا تتوقف عن الدعاء، واحرص على كثرة الاستغفار والذكر، وعليك بكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واحرص على الاهتمام بوالديك، واسأل عنهما وعن أرحامك، وكن عونا للضعفاء ليكون العظيم في حاجتك، وواظب على الصلاة فإنها مفتاح للرزق ولا تشترط لنفسك وظيفة مفصلة عليك، ولكن عليك أن تقبل بالعمل المناسب ثم تبحث عن الأفضل، وتذكر أن الحياة مدرسة وأن الصعاب والعقبات ما هي إلا محطات في طريق النجاح والناجحين، والسيل يلتف على الجبل إذا سد طريقه، والنمل لا يكل من المحاولات رغم السقوط المتكرر.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات