السؤال
أنا سيدة عمري 30 عاما، متزوجة منذ أربع سنوات ولكني لم أحمل، ووزني 40 كجم، ولدي تكيس شديد، ولا تأتي الدورة إلا كل شهرين، وقد عملت تلقيحا صناعيا ثلاث مرات وفشلت جميعها، وعملت تلقيحا مجهريا مرتين، وفي المرة الأولى كانت هناك ستة عشر حويصلة حجمها (18)، وعند السحب لم تكن هناك إلا بويضتين من الدرجة السيئة، ولم يتم تلقيح إلا واحدة وفشلت، وفي المرة الثانية تم سحب ثلاث من الدرجة الجيدة، وتم تلقيح اثنتين ولم يتم الحمل، والحمد لله على كل شيء.
فهل هناك علاج نهائي للتكيس من غير حبوب وإبر تنشيطية؟
وما السبب في وجود عدد قليل من الحويصلات عند السحب؟
وما الحل في جعل البويضة من الدرجة الأولى؟
وهل هناك علاج طبي لجعل البويضة تعلق في جدار الرحم ويتم الحمل مثل ليزر أو عمل جدار في البويضة؟
وهل تنصحوني بتغيير الدكتورة أو المركز الطبي؟!
علما بأن كل التحاليل والأشعة وأشعة الصبغة سليمة، وجدار الرحم سليم، وزوجي سليم ولكن لديه ارتفاع في هرمون (Lh= 15.7) فقط.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تهاني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن تكيس المبايض يختلف من امرأة لأخرى في مدى استجابة المبيض للمنشطات سواء بالإبر أو الحبوب أو التلقيح الاصطناعي بأنواعه، ولا يمكن بذلك القول وجود حل نهائي للتكيس لكل النساء، فقد تستجيب امرأة وقد لا تستجيب الأخرى من أول العلاج.
ولكن هناك طريقة يمكن استخدامها وهي عملية ثقب المبيض - أي عمل فتحات صغيرة فيه - وهو ما يسمى (Ovarian drilling) بواسطة المنظار، ويكون إما بالكي أو الليزر، وقد وجد أن هذه الطريقة تحسن من عمل المبيض واستجابته للمنشطات، وقد يؤدي إلى حدوث الإباضة طبيعيا، ولكن قد تكون له بعض الأعراض الجانبية كاحتمالية حدوث الالتصاقات، لكن مع العمليات الحديثة أصبح نسبة حدوثها أقل من ذي قبل، ونصيحتي هي مناقشة طبيبتك في هذه العملية ومدى ملائمتها لك، لأنها أعلم بكل تحاليلك وبحالتك.
وأما السبب في وجود عدد بويضات أقل فهو يعتمد على عدة عوامل، منها قدرة المبيض لديك ومدى استجابته، وعلى العمر أيضا، فكلما زاد العمر كلما قلت كفاءة البويضات وقل عددها، ولكنك بفضل الله ما زلت أقل من 36 عاما، أي ما زالت لديك فرصة أكبر في الحمل.
وأما لجعل البويضة من الدرجة الأولى فلم يتوصل العلم لحل هذه المعضلة، وما زالت الأبحاث قائمة لاستخدام تقنيات خاصة لاستبعاد البويضات المشوهة والضعيفة لزيادة فرص الحمل.
وأما ما ذكرته من عمل شق في جدار البويضة سواء بالليزر أو باستخدام آلة أو مواد كيميائية خاصة، فهذا ما يتم عمله في طريقة الحقن المجهري المسمى ( Icsi : intracytoplasmic sperm injection)، ويعتقد أن هذه الطريقة تحسن من علوق البويضة المخصبة في جدار الرحم، ومن ثم تزداد نسبة الحمل، وقد استخدمت طريقة الحقن المجهري إذا قصدت نفس الطريقة التي ذكرت.
ومما يبعث الأمل أنه وجد أن حوالي (50%) من النساء الذين يقومون بالتلقيح الصناعي (Ivf) تحت سن 35 عاما يحدث لديهم الحمل خلال ست محاولات من التلقيح الصناعي، كما أنه وجد أن الحمل قد يحدث تلقائيا بعد فشل التلقيح الصناعي.
وأما إذا كنت تحبين تغيير المركز أو أخذ استشارة طبية من طبيبة أخرى فهذا لا يضر إذا توثقت من علم الطبيب أو الطبيبة ومن الكفاءة، وعليك بالاستخارة فلا خاب من استخار ولا ضل من استشار، ولا تنسي أن تعلقي قلبك بالله وأكثري من الدعاء واللجوء له سبحانه: ((رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ))[الأنبياء:89]^، نسأل الله أن يرزقك الذرية الصالحة وأن يرزقك الصبر والرضا بقضائه.
والله الموفق.