السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة، مخطوبة من أحد أقاربي منذ سنة ونصف تقريبا، وهو يكبرني بعامين، ولكني لا أعلم كيفية التعامل معه، خصوصا أنه عصبي، وأقل كلمة تستفزه مما جعلني أحاول إخفاء عصبيتي أمامه لنتمكن من التواصل معا، ولكني عندما أشعر بالغيرة لا أعرف كيف أتصرف معه، وأشعر بنفسي أقول كلمات سريعة بانفعال، وآخذ الأشياء على كرامتي مهما كانت صغيرة.
فمثلا إذا شعرت أنه يسلم على فتاة أو يضحك مع إحدى قريباتنا أشعر بالغيرة وأحاول تغيير الموضوع، ولكنه سرعان ما يشعر أن معاملتي تغيرت تجاهه ووقتها أشعر أنه لا يحبني وأنني لا أحبه، رغم أنه خلاف الواقع ولكنني أشعر بجرح في كرامتي.
علما بأنه مؤدب ويخشى الله وأنا كذلك ولله الحمد، وهو يغار علي كثيرا ولكنه لا يحبني أن أبدي له هذه الغيرة، ويعتبرها عدم ثقة، ويقول لي أن الرجال يحبون الشعور بالحرية، فماذا أفعل عندما أشعر بالغيرة عليه؟ وكيف أعالج نفسي من مرض الغيرة؟!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ R.a حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الغيرة مطلوبة إذا كانت في الحدود المقبولة وكانت لها أسباب شرعية، ولا نتصور وجود الحب بدونها؛ لأن الغيرة هي كراهية المزاحمة على الخصوصيات، وهي كما ذكرنا ممدوحة إذا كانت في الريبة، ومذمومة إذا كانت في غير ريبة.
وبالمثال يتضح المقال، فإذا كان حديثه مع غير محارمه فهذا مكان تفيد فيه الغيرة، وينفع فيه التذكير بالله، وأما إذا كان نظره وكلامه وضحكه مع محارمه فلا مكان للغيرة هنا، مع أننا لا نفضل أن يتعمد فعل ذلك أمام زوجته أو خطيبته؛ لأن ذلك مما يثير كوامن الغيرة في نفسها، وربما قال لها الشيطان إنه لا يهتم بك إذا وجد أهله، وربما تذكر مشاكلها في مقابل سعادته وفرحه مع أهله، والإنسان قد يضحك مع الآخرين رغم حبه لزوجته أو لمخطوبته ولا يعتبر ذلك نقصا أو خللا، وربما ضحك معهم لأن الاحتكاك معهم قليل بخلاف الزوجة أو المخطوبة.
والغيرة الزائدة سبب للنكد والشقاق، فأحسني الظن به، خاصة وقد ذكرت أنه صاحب دين، وحاولي أن تجعلي علاقتكم في فترة الخطوبة محكومة بضوابط الشرع الحنيف، واعلموا جميعا أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها ولا تبيح له التوسع في علاقتها به، ونحن ننصح دائما بعدم طول فترة الخطوبة ولا نحب كثرة الزيارات والمكالمات، ونتمنى أن يعجل كل خاطب بإكمال المراسيم وخير البر عاجلة.
وأرجو أن يعلم الجميع أن كرامتنا في طاعتنا لله ربنا، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير، وأن يجمع بينكم على الخير، وأن يلهمكم السداد والرشاد.
وبالله التوفيق والسداد.