السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تقدم أحد أصدقائي لخطبة فتاة على قدر كبير من التدين والالتزام، ووجد فيها كل ما يتمناه على حد تعبيره، لكن بعد مدة وجيزة أخبرته بأنها قد أجرت عملية جراحية على الغدة الدرقية العام الماضي، وهي حتى الآن تتناول بعض الأدوية.
كما أخبرته بتخوفها من أن تكون لهذه العملية الجراحية أثر سلبي على حياتهما الزوجية فيما بعد، لاسيما الحمل والإنجاب والشئون الزوجية الأخرى.
فهو الآن يعاني من حيرة شديدة وأزمة نفسية حادة لا يعلمها إلا الله، وسبب ذلك أنه يقول قد وجد في هذه الفتاة كل ما كان يحلم به من خصال حميدة وأخلاق، وفي نفس الوقت متخوف من الآثار السلبية التي قد تطرأ فيما بعد بسبب هذه العملية الجراحية.
ومن جهة أخرى يرى نفسه غير قادر على معاودة البحث عن فتاة أخرى تتميز بهذه الأوصاف، ولعلمكم فقد استغرقت منه هذه العملية وقتا طويلا وجهدا كبيرا، فأنتم تعلمون مدى صعوبة الاختيار في هذا الزمان.
أرجو منكم أن تفيدونا برأيكم في هذه القضية.
وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Karim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،
أولا: أنا أرى أن في صدق هذه الفتاة معه أمرا يجب أن يشده إليها أكثر من السابق، فالإنسان لا يكشف إلا عند المواقف، ولا بد أن ما دفعها إلى ذلك هو الخوف من الله، وليس من الجميل أن يقابل صدقها معه بجفاوة من طرفه وإنهاء الخطبة.
وأما عن استئصال الغدة الدرقية وأخذها لحبوب الغدة فإن هذا وبشكل عام وطالما أنها تتناول الجرعة المناسبة من حبوب الغدة فإن هذا لن يؤثر على الحمل أو الحياة الجنسية.
وعادة ما يطلب منها تحليل للغدة كل 4 - 6 أشهر حتى نتأكد من أن الجرعة التي تتناولها هي المناسبة ويجب ألا تتوقف عن هذه الأدوية لأن هذه الحبوب تعوض عن هرمون الغدة الذي يفرز من الغدة التي تم استئصالها، وطالما أنها تتناول الجرعة المناسبة فإنها تعيش حياة طبيعية جدا، والإخصاب يكون طبيعيا والرغبة الجنسية تكون طبيعية كذلك.
والمهم أنه إذا حصل حمل أن يتم عمل تحليل في أول الحمل عن الغدة للتأكد من أن مستوى الهرمون في الدم طبيعي ومن ثم إعادة التحليل بفترات قصيرة كما يرشد به الطبيب وكذلك عمل تحليل للطفل بعد الولادة وفي معظم الأحوال لا يحصل أي شيء أكثر مما يحصل في الحمل الطبيعي.
وبالنسبة للرضاعة أيضا فلا يوجد أي سبب لأن تمتنع عن الرضاعة الطبيعية للطفل، وطالما أن مستوى الهرمون في الدم طبيعي فلا يوجد ما يقلق أبدا.
والله الموفق.