أسباب النحافة وعلاقتها بعسر الهضم وعلاجها؟

0 629

السؤال

السلام عليكم

أعاني من النحافة، ووزني غير قابل للزيادة؛ حيث كان وزني 47 كيلو، وأصبح 51 وطولي 172 سم، فأريد وصفة لعلاج النحافة إلى جانب أن عندي عسر هضم، علما بأن الحالة النفسية لها دور في فقد الشهية، وهل هذا الوزن إذا ترك هكذا ممكن يؤدي إلى أمراض وضعف في جهاز المناعة، وما الوزن المثالي المفروض أصلا له، وما علاج عسر الهضم، وهل له تأثير في حدوث النحافة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رواء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن مؤشر كتلة الوزن عندك هو (17.2)، وهو يعتبر نحافة -أي أنه أقل من الوزن الطبيعي لمثل سنك-، ومؤشر كتلة الوزن الطبيعية بين 18.5-24.5، ويقاس هذا المؤشر كالتالي:
الوزن بالكيلو
مؤشر كتلة الوزن = -----------------------
الطول X الطول (بالمتر)

لذا فإن الوزن الطبيعي المقبول لك هو بين 55 كيلو و73 كيلو.

أكثر سبب للنحافة هو العامل الوراثي، وإذا لم يكن هناك سبب طبي للنحافة كالأمراض المزمنة ونقص الامتصاص وسوء التغذية فإن المناعة تكون طبيعية.

ويشكو النحفاء كثيرا من أنهم ليست لهم رغبة في تناول الطعام لفترة طويلة، وأنهم لو استمروا طوال اليوم بدون طعام ليست لهم قابلية له، وضعف الشهية إن لم يكن سببه أحد الأمراض التي تم ذكرها فإنه ليس مرضا في حد ذاته، ولكنه نتيجة لبعض المشاكل الأخرى مثل العوامل النفسية، ونوع الطعام، وتعتبر الوسيلة الأولى لفتح الشهية هي البحث عن السبب، ثم إيجاد الحل المناسب له، بالإضافة إلى الإقلال من تناول الشاي والقهوة، وكذلك الإقلاع عن التدخين.

وفي حال عدم إمكانية التغلب على أسباب ضعف الشهية إن وجدت فلا بأس من تناول الأدوية الفاتحة للشهية، ونسبة ليست قليلة من النحفاء يعانون من العصبية والتوتر والقلق، وبالتالي يستهلك الجسم سعرات حرارية كثيرة، ويضيع على الجسم مخزونه من الطاقة والدهون، فيقل الوزن وتكون محصلة الشخص العصبي المتوتر القلق هي النحافة مهما تناول من طعام.

لذا فإن راحة وتهدئة الأعصاب، والتخلص من أي مشكلة نفسية تسبب الأرق والتوتر مهم للعلاج، والفيتامينات والأملاح مهمة لتهدئة الأعصاب، ومن هذه الفيتامينات والتي تساعد بشكل فعلي في علاج النحافة وإراحة الأعصاب فيتامين "د" وأملاح الماغنسيوم والكالسيوم.

وأهم شيء في معالجة مشكلة النحافة هو التأكد من عدم وجود سبب عضوي يسبب النحافة، مثل سوء الامتصاص، والأمراض المزمنة، والديدان المعوية، وأمراض الغدة الدرقية؛ ولذا فيجب مراجعة الطبيب للفحص الطبي، وإجراء التحاليل الطبية.

وأما عن سؤالك عن عسر الهضم إن كان يسبب النحافة، فإن عسر الهضم يعرف طبيا بأنه شعور بالألم أو إحساس بعدم الراحة في الجزء العلوي من المعدة، ويظهر الألم ويختفي، لكنه عادة يكون موجودا معظم الوقت، ويقدر بأن 25% من الناس يصابون بعسر الهضم، ومهم جدا قبل الجواب على سؤالك معرفة الأسباب؛ لأن عسر الهضم عرض وليس بمرض بحد ذاته فهو عرض من أعراض أمراض عديدة، منها:

1- الارتجاع المعدي المرئي: وهو عبارة عن التهاب يصيب الجزء السفلي من المريء، ويرجع هذا الالتهاب إلى العصارات الهضمية الشديدة الحموضة التي قد ترتجع من المعدة وتؤثر على المريء.

2- القرحة المعدية أو الاثنى عشرية.

3- التهاب المعدة بالجرثومة الحلزونية.

4- القولون العصبي.

5- هناك بعض الأدوية تسبب عسر الهضم، مثل مضادات الألم والمسكنات من النوع الغير ستيرويدي، وهي تسبب في الأساس تهيجا والتهابا في الأغشية المبطنة للمعدة.

6- كثرة الدهون في الطعام، وكثرة شرب الماء، وامتلاء البطن السريع، والتوتر والقلق.

7- إدخال الطعام على الطعام والأكل بشراهة ونهم، خاصة تناول الطعام قبل النوم مباشرة.

8- وهناك أمراض قد تعطي أعراضا مثل أعراض عسر الهضم، منها الأورام في المعدة أو البنكرياس، أو أمراض المرارة، أو التهاب القولون وسوء الامتصاص.

لذا مهم جدا معرفة سبب الأعراض، فإن كانت الأعراض متسببة من الأسباب السبعة الأولى، فهي عادة لا تسبب نقصا في الوزن إلا إذا امتنع المريض من تناول الطعام بسبب خوفه من الألم، عندها يسبب نقصا في الوزن، وإذا كانت الأعراض منشؤها الأمراض التي ذكرت في البند (8) فإنها تسبب نقصا في الوزن.

وأما عن الحل لمشكلة النحافة عندك فإن علاج النحافة ليس سهلا، إلا أنه يمكن التغلب عليها، ولذا عليك الاستمرار فيما تحاولين من أمور لزيادة وزنك، وينصح بما يلي:

1- يفضل أكل وجبات صغيرة ومتعددة بدلا من وجبات كبيرة وقليلة، فمثلا يحتاج النحيف إلى ثلاث وجبات رئيسية وثلاث وجبات صغيرة، الأولى بين الفطور والغداء والثانية بين الغداء والعشاء والأخيرة قبل النوم.

2- تناول الأطعمة الغنية بالطاقة كخليط الفواكه مع الحليب -كوكتيل - وخاصة كوكتيل الموز، والمعجنات كالفطائر والكعك.

3- بدء الوجبة بالطبق الرئيسي وتأجيل السلطة والفاكهة لآخر الوجبة، ومضغ الطعام ببطء وبشكل كاف.

4- تناول الفواكه والخضراوات التي لابد منها لإمداد الجسم بالفيتامينات والمعادن الضرورية للصحة.

5- تناول بعضا من الحلويات في نهاية كل وجبة أو استبداله بشطيرة من القشطة والمربى أو العسل.

6- إضافة زيت الزيتون إلى السلطات، وإضافة العسل إلى الحليب والمشروبات الساخنة.

7- تناول المكسرات والفواكه المجففة في الوجبات الصغيرة أو إضافتها إلى السلطة والأرز، ومحاول التغيير في الوجبات لطرد الملل.

8- تناول كوب من اللبن مع الغداء والعشاء.

9- إضافة الجبن المبشور إلى الأرز والمعكرونة ومكعبات الجبن الأبيض للسلطة.

10- شرب الحليب كامل الدسم أو المضاعف وذلك يحضر بإضافة ثلث كوب من حليب البودرة منزوع الدسم إلى كوب من حليب كامل الدسم، وهو يحتوي على سعرات حرارية تفوق الحليب كامل الدسم بنسبة 50% ومقدار من البروتين ضعف الحليب كامل الدسم.

11- تجنب شرب الماء أثناء الوجبات لأن ذلك يضعف الإنزيمات الهاضمة ويعوق عملية الهضم، إلى جانب أنه يملأ المعدة ويجعل النحيف يشعر بالشبع بسرعة.

ومن المهم كذلك مع هذا النظام الغذائي ممارسة الرياضة بانتظام، فالرياضة تقوي العضلات وتجعل زيادة الوزن تتركز في العضلات بدلا من زيادة الدهون، كما أنها تفتح الشهية وتقلل من تأثير الضغوط النفسية على الصحة العامة، وكذلك عليك بالتعرض للشمس فهي تحسن الصحة وتفتح الشهية.

وأخيرا: عليك استشارة الطبيب المعالج لاستعمال بعض الحبوب المقوية، أو الفيتامينات والمعادن في حالة عدم كفاية الوجبات الغذائية من هذه الناحية، ومحاولة الابتعاد قدر الإمكان عن الضغوط النفسية والمشكلات التي تضعف الشهية وبالتالي تنقص الوزن.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات