التهاب النخاع الشوكي .. أسبابه وعلاجه

0 551

السؤال

السلام عليكم

زوج أختي عمره (42 عاما)، ووزنه (70 كجم)، مصاب بمرض التهاب النخاع الشوكي في أربع فقرات عند الرقبة، وأصبح غير قادر على تحريك نصفه الأيسر، وبعد فترة أصبح غير قادر على نصفه الأيمن أيضا، فأخذ جرعات كورتيزون وشفي من الالتهاب، لكنه أصبح غير قادر على المشي نهائيا بعد ذلك، فلماذا أصبح بعد الكورتيزون غير قادر على المشي أبدا؟!

علما بأنه قبل الكورتيزون كان يحرك قدميه قليلا، فهل الكورتيزون هو سبب تأخر حالته؟ وهل الإبر الصينية تفيد في علاج حالته ومساعدته على المشي؟ وهل زراعة الخلايا العصبية مفيدة في هذه الحالة؟! وأرجو إفادتي بأي نصائح تساعدنا.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه الحالة تسمى بالتهاب النخاع الشوكي المقطعي (Transverse myelitis)، وهو التهاب في جزء من النخاع الشوكي - أي في منطقة واحدة وبشكل مستعرض - وهو نادر الحدوث، وهو التهاب يسبب تخريبا في غشاء الميالين الذي يحيط بالأعصاب؛ ولذا يحصل اضطراب في عمل الأعصاب.

ويسبب هذا الالتهاب أعراضا عصبية تظهر خلال فترة تتراوح من عدة ساعات إلى عدة أسابيع، أي يمكن أن تظهر كل الأعراض خلال عدة ساعات أو تظهر أعراضا إضافية خلال عدة أسابيع.

وتكون الأعراض بشكل ألم في الظهر مع أعراض حسية وتتطور إلى أعراض حركية، بحيث يفقد المريض قدرته على الحركة، وحسب المنطقة المتضررة فإن الأعراض تكون أكثر أو أقل، فإن كانت الإصابة في الرقبة فإن الأعراض تصيب الأطراف العلوية والسفلية، أما إن كان في المنطقة الظهرية أو القطنية فإن الأطراف العلوية لا يصيبها الشلل؛ ولذا فبالنسبة لزوج أختك فإن الإصابة في منطقة الرقبة.

أما سبب هذا الالتهاب فإما أن يكون سببا فيروسيا أو يكون في أحد الأمراض المناعية، مثل مرض الذئبة الحمامية أو مرض شوغرن (Sjogren's disease) أو مرض (Sarcoidosis) أو التصلب اللويحي، وأحيانا يكون نتيجة جلطة في أحد الأوعية الدموية التي تغذي هذه المنطقة وهناك حالات تأتي بعد التطعيم.

والعلاج بالكورتيزون كما أعطي المريض ويحتاج أيضا للعلاج الطبيعي، والاستجابة عادة ما تبدأ بين (2 - 12) أسبوع وببطء، وقد تستمر إلى عامين، إلا أن أكثر التحسن يحصل خلال ثلاثة إلى ستة أشهر الأولى، وتحسن بسيط بعد ذلك، والكورتيزون ليس السبب في تأخر تحسنه وإنما تطور المرض بهذا الشكل.

وثلث المرضى يكون التحسن لديهم جيدا، بحيث يستطيع المريض المشي والتحكم بالبول والبراز، والثلث الآخر يحصل عنده تحسن بسيط، والثلث الثالث لا يتحسن مطلقا.

ولا توجد دراسات عن مدى نفع الإبر الصينية أو عدمه، وعلى كل حال فإنه لا يضر؛ لذا إن أردتم عمله فيمكن عمل ذلك، وأما بالنسبة لزرع الخلايا العصبية فما زال قيد الأبحاث، وتبدو النتائج مشجعة، وهذا لا يجرى في أي مكان، وإنما هناك مراكز متخصصة ومسموح لها إجراء مثل هذه التجارب.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات