السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من شهية مفرطة للأكل، ولا أحس بالشبع، ومهما أكلت أشعر بأن معدتي لديها استعداد لتلقي المزيد، وأشعر أن معدتي تسيطر علي، وقد حاولت كثيرا أن أخفف الأكل ولكنني لم أستطع.
علما بأن ظروفي العائلية سيئة جدا من الناحية الأسرية والمالية والاجتماعية، ولذلك أصبحت منعزلة وانطوائية ولا أكلم أحدا، فما الحل؟!
أعلم أن الشافي هو الله، والاكتئاب علاجه بالقرآن، ولكني حاولت كثيرا وما زالت معدتي تتسع للمزيد.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Alaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن هناك حالات نفسية قد تؤدي إلى شهية مفرطة في الطعام، أهم هذه الحالات هو اضطراب الشهية العصبي، أو ما يعرف بالبوليميا، والسبب الثاني وهو الذي أراه أكثر موافقة مع حالتك هو أنواع غير عادية من الاكتئاب النفسي، إن الاكتئاب النفسي يعرف عنه أنه دائما يؤدي إلى ضعف شديد في الشهية للطعام ونقصان في الوزن، ولكن هنالك أنواع منه، قد تكون نادرة بعض الشيء، ولكنها تظهر في شكل زيادة مفرطة في الأكل.
والحالة الثانية تنطبق عليك بعض الشيء، بمعنى أن المزاج الاكتئابي والكدر الذي تحسين منه والصعوبات الاجتماعية والأسرية جعلتك تأكلين أكثر ومنعزلة، ومن الناحية البيولوجية تكثر لديك الشهية عند تناول الطعام، والمبدأ الأساسي في العلاج أن الإنسان أولا يسعى لتفهم مشكلته، وأنا أرى أنك من الضروري أن تكوني أكثر تعمقا في إدراكك أن هذا التصرف ليس تصرفا صحيحا وليس سويا.
أنا أعرف أنك مجبرة على ذلك، وأن الأمر قد يأخذ الطابع الوسواسي وقد تضعف إدارة الإنسان ومقاومته، ولكن تدبر ما أنت فيه والتفهم العميق والصحيح يجعلك إن شاء الله أكثر إدارة وقوة للتحكم في الطعام الذي تتناولينه، وكما ذكرت لك إزالة الأسباب ومواجهتها هو الأمر المطلوب في مثل هذه الحالات، حاولي أن تنظري إلى المشاكل التي ذكرتها بأن جزءا من هذه المشاكل يمكن حله، وهذه حقيقة بالنسبة لأي مشاكل وجزء لا يمكن حله، وهذا يتم تقبله والتواؤم معه بأن لا يكون عاملا رئيسيا للضرر بصحتك النفسية، وهنالك جزء من المشاكل نقول: يمكن أن تجمد إلى أن تحين فرصة أطيب لمواجهتها وحلها.
إذن: اسعي بكل ما لديك من إمكانيات واستبصار أن تنظري إلى هذه المشاكل بعين العبرة ولا تعتبريه فشلا، وحاولي بقدر المستطاع أن تجدي الحلول المناسبة، وبعد ذلك أنصحك بأن تخرجي نفسك من هذه الانطوائية والانعزال بأن تبني علاقات بمن تثقين فيه من الصديقات والأرحام، ولأن الإنسان دائما يحتاج إلى المساندة ويحتاج إلى من يقف بجانبه.
وبفضل الله توجد دراسات موثقة تشير إلى أن الأدوية التي تؤدي إلى توفر مادة تعرف باسم السيروتونين في مناطق معينة من المخ، وهذه المادة تساعد في إزالة الاكتئاب، وكذلك التحكم في الانفعالات والنزعات مثل نزعة الإفراط في الأكل، وأكثر دواء تمت حوله الدراسات هو العقار الذي يعرف باسم بروزاك (Prozac ) هذا هو الاسم التجاري والاسم العلمي هو (فلوكستين- Fluoxetine )، ولذا أقول لك: ابدئي في تناوله، وجرعة البداية هي كبسولة واحدة 20 مليجرام يوميا بعد الأكل، واستمري عليها لمدة أسبوعين، ثم ارفعي الجرعة إلى كبسولتين في اليوم أي 40 مليجرام، وهذه قد تكون جرعة كافية ومعقولة، واستمري على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك أفضل أن ترفع الجرعة إلى ثلاث كبسولات في اليوم أي 60 مليجرام، وهذه هي الجرعة التي نراها علاجية في مثل هذه الحالات، واستمري على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى 40 مليجرام يوميا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم إلى 20 مليجرام أي كبسولة واحدة في اليوم لمدة عام، وهذه ليست مدة طويلة، وبعد ذلك يمكنك التوقف عن الدواء.
وكما تلاحظين أننا قد قسمنا إلى: جرعة للبداية وجرعة للعلاج وجرعة للوقاية، وسيكون من الجيد جدا أن تمارسي رياضة المشي، فقد وجد أنها تساعد في هذه الحالات، وأنا سعيد جدا بأنك متمسكة بكتاب الله فكوني أكثر تمسكا، والمحافظة على الصلوات في وقتها والدعاء والأذكار، ولا شك أنها تمثل سندا ودعما نفسيا كبيرا.
وانضمامك لأي جمعيات خيرية سوف يجعلك تحسين بالرضا، وطاقتك التي توجهينها نحو الطعام سوف تجدين إن شاء الله أنها توجهت إلى مسارات أخرى أكثر فائدة، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق والسداد.