تأثير حقنة التخدير على المرأة بعد الولادة القيصرية

0 1082

السؤال

زوجتي عمرها (33 عاما)، وضعت المولود الأول بعملية قيصرية، وقد وصل عمر المولود الأول ثلاث سنوات، وكانت المولودة الثانية بعملية قيصرية، وكان التخدير نصفيا، وبعد العملية أحست بألم موضع حقنة التخدير وألم في أعلى الرجل اليمنى، وما زال الألم مستمرا يخف ويشتد أحيانا، رغم مرور سنة وثلاثة أشهر على العملية، فما السبب؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد هاشم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أصبح ما يسمى التخدير النصفي أو التخدير الجزئي شائعا هذه الأيام، وكثيرا ما يستبدل التخدير العام بالتخدير الجزئي، خاصة في العمليات القيصرية حاليا، إن كانت حالة الأم والجنين تسمح بذلك، وذلك بسبب قلة مخاطر هذا النوع من التخدير وبسبب سلامته، سواء بالنسبة للأم أو بالنسبة للجنين عادة، ويجب أن يتم بيد طبيب التخدير المختص بذلك.

ومن ضمن الخطوات المتبعة في هذا النوع من التخدير هو التأكد من أن إبرة المخدر هي في المكان المناسب قبل البدء بالتخدير، وإلا فلن يتم التخدير، لذلك كما قلت لك بأن هذا النوع من التخدير أصبح آمنا بإذن الله، وفي الحقيقة أصبح اليوم هو النوع المثالي لإجراء العمليات القيصرية، بشرط أن تكون حالة الأم الطبية وحالة الجنين تسمح باستعماله.

والمشاكل التي تنتج عنه أغلبها مؤقتة وتزول بسرعة، ويمكن علاجها ولا تبقى فترات طويلة، مثل حدوث هبوط الضغط أو الصداع، وأحيانا بعض التحسس للمادة المخدرة، وأحيانا قد يحدث بعض الألم في الظهر، مكان الحقن وفي الساق، ولكن هذا الألم عادة يزول بسرعة ولا يبقى أكثر من فترة أيام بعد العملية، ولا يستمر لمدة شهور أو سنة، ونادرا جدا ما يؤدي هذا النوع من التخدير إلى إصابة عصبية في الساق أو القدم أو الظهر، وإن حدث هذا فنسبة حدوثه لا تتجاوز حالة واحدة من ضمن عشرة آلاف حالة يتم التخدير فيها بهذا النوع.

لقد شاع بين السيدات بعض المعلومات الخاطئة أو القديمة عن أن هذا النوع من التخدير يؤدي إلى الشلل أو آلام الظهر والساق المزمنة، فأصبحن يخفن منه، والحقيقة أن الدراسات المكثفة قد بينت أن نسبة حدوث آلام الظهر عند السيدات بعد الولادة هي نسبة متساوية، سواء بين من تم استخدام التخدير النصفي لهن وبين من لم يتم استخدامه لهن.

كما تبين أن نسبة حدوث آلام الظهر والساق هي بشكل عام عالية بعد الولادة، حيث قد تصل إلى (49%) بين السيدات بعد الولادة بـ( 12- 18) شهرا، وذلك حتى بالولادة الطبيعية أو القيصرية، مهما كان نوع التخدير أو حتى لو لم يستخدم تخديرا، وذلك بسبب الحمل والولادة، وما يسببه من ضغط على المفاصل والأربطة وفقرات العمود الفقري.

لذلك بالنسبة لزوجتك قد يكون الألم الذي عانت منه في الظهر بعد الولادة مباشرة هو بسبب التخدير، ولكن استمراره هو بسبب آخر، وليس بسبب التخدير، وخاصة أنك ذكرت بأن الألم يزداد أحيانا ويخف أحيانا أخرى، وأنصح بأن يتم عرض زوجتك على طبيب أعصاب للتأكد من عدم وجود انزلاق غضروفي أو ديسك أو انضغاط لأحد الأعصاب في الناحية الظهرية، ومن ثم تحديد العلاج اللازم.

وبشكل عام فأغلبية هذه الحالات أصبحت تعالج بالمسكنات مثل الفولتارين أو البروفين، وتشفى من تلقاء نفسها بعد مرور وقت كاف مع بعض جلسات العلاج الفيزيائي، فأقترح على زوجتك أن تجرب أحد هذه المسكنات، وهي موجودة بالصيدليات وبدون وصفة طبية، ومن ثم قد تشعر بالتحسن التدريجي من تلقاء نفسها، ولا أعتقد بأن نوع التخدير هو السبب، وأتمنى لزوجتك الشفاء العاجل ودوام الصحة والعافية.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات