السؤال
السلام عليكم.
كنت قد أجريت عملية الزائدة الدودية منذ سنة تقريبا، وكانت الحالة هي اشتباه، وبعد إجراء العملية بفترة أشعر بنفس الألم بعد الأكل، وعدم الراحة النفسية، وقد أجريت الأشعة التلفزونية، ويقولون لي قولون عصبي، فأرجو الإفادة.
السلام عليكم.
كنت قد أجريت عملية الزائدة الدودية منذ سنة تقريبا، وكانت الحالة هي اشتباه، وبعد إجراء العملية بفترة أشعر بنفس الألم بعد الأكل، وعدم الراحة النفسية، وقد أجريت الأشعة التلفزونية، ويقولون لي قولون عصبي، فأرجو الإفادة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلم تذكر إن كانت الزائدة قد كانت ملتهبة أم لا بعد استئصالها، فقد قلت إنه اشتباه زائدة، وهذا تشخيص ما قبل العملية، أما التشخيص بعد العملية إما التهاب في الزائدة أو أنه لم يكن التهابا وكانت الزائدة طبيعية أثناء العملية؛ لأن أعراض القولون قد تلتبس أحيانا وتسبب آلاما في منطقة الزائدة، ويعتقد الجراح أنها التهاب زائدة، وتكون الزائدة أثناء فتح البطن طبيعية، فلابد وأنها كانت طبيعية إلا أن الأعراض قد التبست وكانت هي أعراض قولون عصبي.
فالقولون العصبي عبارة عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة (القولون) ينتج عنه انتفاخ وآلام في البطن، مع اضطراب في التبرز، من إسهال أو أحيانا إمساك، ويتميز هذا المرض بأنه غير ناتج عن أي خلل أو اضطراب عضوي، أي أن الأعراض ليست بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام أو غير ذلك، إنما هي ناتجة عن تقلصات واضطراب في حركة الأمعاء.
ومن أهم الأمور بالنسبة لهذا المرض أنه مزمن ومتردد، أي أنه غالبا ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طوال عمره، وتتردد الأعراض وتزداد في فترة معينة، وتخف في أخرى أو تزول لفترة معينة، وتظهر مرة أخرى فيما بعد، وهكذا يلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات، وفي فترات استقرار الحالة النفسية.
ومن الأسباب الأخرى التي تزيد الأعراض: بعض أنواع الأطعمة والتي تختلف من شخص لآخر، والبهارات أو الحليب، وأعراض المرض تكون بشكل:
- آلام مزمنة في أي موضع من البطن، وأكثر ما يكون في أسفل البطن مع انتفاخ في البطن، وخاصة بعد الوجبات.
- اضطراب في عملية التبرز، وإمساك مع صعوبة في إخراج الفضلات، فأحيانا يخرج البراز على شكل قطع صغيرة جافة، وأحيانا يكون البراز سائلا يشبه الإسهال، وتتقلب الحالة عند معظم المرضى بين الإمساك والإسهال، من وقت لآخر.
- شعور بعدم الارتياح بعد الخروج من الحمام؛ حيث يشعر المريض بأن الفضلات لم تخرج كلها من بطنه، إلا أن الألم قد يخف بعد التبرز.
- خروج مخاط أبيض مع البراز.
ولا تقتصر أعراض القولون العصبي على ما سبق، بل هناك أعراض كثيرة قد تحدث في أجزاء من الجسم، وقد ينزعج منها المريض، ولكن مهما عمل الطبيب من فحوصات، فإنه لا يجد أي سبب آخر، ومنها: (شعور بالإرهاق والتعب العام، شعور بالشبع وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقت طويل بعد الوجبة السابقة، آلام في أسفل البطن أثناء التبول، وأحيانا الشعور بالحصر، آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والرجلين وغيرها).
وأعراض هذا المرض لا تكون موجودة كلها عند جميع المرضى، ولكن قد يكون لدى أحد المرضى معظم هذه الأعراض، والمريض الآخر ليس عنده سوى بعضها، فلكل مريض نمط معين من الأعراض تتكرر عنده من وقت لآخر، وهناك أمراض كثيرة غير القولون العصبي قد تؤدي إلى مثل هذه الأعراض، والطبيب وحده هو الذي يستطيع تشخيص مرضك بعد المعاينة وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة.
ومن مميزات هذا المرض أن المريض لا يستيقظ في الليل بسبب الألم، أما الأمراض الأخرى مثل قرحة الإثنى عشري أو التهاب المعدة فإن المريض قد يستيقظ في الليل بسبب الألم.
وهناك حقائق حول المرض قد تفيدك في التأقلم مع هذا المرض وتريح نفسيتك، وهي:
- أن هذا المرض ليس عضويا، بمعنى أننا لو فتحنا البطن وتفحصنا الأمعاء لوجدناها سليمة؛ ولهذا فإن الفحوصات التي يعملها لك الطبيب غالبا ما تكون نتائجها كلها سليمة.
- هذا المرض مزمن، وقد يستمر معك طوال العمر، فعليك أن تصبر وتحتسب الأجر عند الله، وتحاول أن تتكيف مع أعراض المرض.
- مهما طالت مدة المرض معك، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف أو التهاب أو سرطان، ولا إلى غير ذلك.
- لا يوجد علاج يقطع هذا المرض ويشفيك منه، ولكن الطبيب سوف يصرف لك بعض الأدوية التي تخفف بعض الأعراض، مثل الأدوية التي سنذكرها، وتساعد هذه الأدوية على تحمل الأعراض، وتمكنك من التعايش مع هذا المرض، والاستمرار في ممارسة أعمالك وحياتك اليومية بشكل طبيعي.
ولكل نوع من الأعراض ما يناسبه من الأدوية، ومن أهمها:
1- الإمساك وصعوبة التبرز: ويستعمل له الملينات التي تزيد نسبة الألياف داخل القولون، وتجعل البراز متماسكا، وتسهل خروجه عند قضاء الحاجة، وتجعلك تشعر بالارتياح بعد التبرز، وهذه الأدوية لا يمتصها الجسم، ولا تهيج الأمعاء، ولا يضر استعمالها لمدة طويلة، ولكن قد لا تحس بفائدتها إلا بعد عدة أيام.
2- آلام البطن: تستعمل لها الأدوية التي تهدئ من تقلصات الأمعاء مثل: دسباتالين Duspataline، ولا داعي للاستمرار في استخدامها لمدة طويلة، ولكن احتفظ بها في المنزل، واستعملها حين تشتد عليك الآلام، مثل الدسباتالين أو الكولوفيرين الذي تستخدمه.
3- الغازات وانتفاخ البطن: قد ينفع معها استخدام الكربون والدسفلاتيل Dysflatyl أو الملينات، وكذلك تجنب الوجبات الدسمة قد يساعد على تخفيف هذه المشكلة.
4- الإسهال: يستعمل له مضاد الإسهال عند الضرورة.
وقد يرى الطبيب أنك تحتاج لبعض المهدئات النفسية، وقد تكون الاضطرابات النفسية هي السبب في اشتداد أعراض القولون العصبي؛ لذا أرى أن تستمر بالأدوية التي تتحسن معها الأعراض والتي تتناولها، وقد يضيف لك الطبيب أدوية أخرى أو يغيرها لك حسب الأعراض التي تشكو منها كما ذكرنا.
أما عن النظام الغذائي فهذا يختلف من مريض لآخر، ويجب أن تراقب نفسك جيدا حتى تتعرف أنت على الأطعمة التي تزيد الأعراض وتقلل منها أو تتجنبها إن كان ذلك لازما، وموضوع الراحة النفسية مهم؛ لأن الآلام تزداد مع القلق والتوتر وعدم الراحة النفسية.
وبالله التوفيق.