الزواج من فتاة مصابة باضطراب الشخصية الحدية

0 544

السؤال

السلام عليكم.

لدي سؤال:

أنوي خطبة فتاة، ولكن هي مصابة باضطرابات الشخصية الحدية، والعصبية أحيانا، ومزاجية، وعندها اضطراب في مشاعرها.

1- فهل من خطر لو تزوجتها؟

2- وكيف يمكن أن أساعدها عندما نتزوج، أي كيف يجب علي التعامل معها حتى تتحسن حالتها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Amin حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

فإنه حقيقة كل حالات الاضطرابات النفسية -خاصة اضطرابات الشخصية- يجب أن يتم التعامل معها من الناحية النفسية وفيما يخص الزواج يجب التعامل معها على أساس أن كل حالة يتخذ القرار المناسب حيالها بعد أن تتم دراستها بصفة وبصورة دقيقة ومتأنية.

وهي من التشخيصات التي ربما تكون ليست سهلة ويجب ألا يندفع نحوها الأطباء، يجب أن يستوفي المريض ضوابط وشروط إكلينيكية تشخيصية، وإذا كانت هنالك قناعات علمية بهذا التشخيص فهذا هو الإجراء الصحيح من الناحية النفسية.

والشخصية الحدية تتفاوت في حدتها، فهنالك بعض المرضى تكون لديهم جميع السمات والأنماط التشخيصية، وهذا بالطبع قد تكون حالة أشد من غيرها. البعض يكون لديه بعض السمات وبعض الأعراض وليست الأعراض كاملة، هذا بالطبع يكون أخف وأقل.

هنالك بعض اضطرابات الشخصية الحدية التي تكون مصحوبة بمشاكل أخرى، ربما تكون الحالة مصحوبة بعسر شديد في المزاج أو الشعور بالكدر للدرجة التي تصل إلى الاكتئاب النفسي الظاهر، وهنالك عوامل نسميها بعوامل المواءمة، وهنالك عوامل سلبية، فمثلا إذا كان التشخيص تم تأكيده وكان الإنسان الذي يعاني من هذه الحالة لديه استقرار اجتماعي، ويوجد لديه مهارات علمية ومعرفية، ولا يوجد له تاريخ مرضي في أسرته، ولا يوجد تعاطي للمؤثرات العقلية، هذه بالطبع كلها مؤشرات إيجابية وتشخيصية مشجعة، وفي مثل هذه الحالة نقول إنه ليس هنالك ما يمنع أبدا الزواج من مثل هذه الفتاة.

أما إذا كانت السمات الأخرى المتصلة بالمرض والإنسان وشخصيته ليست من النوع المفضل أو السلبي كوجود تعاطي للمؤثرات العقلية مثلا، أو ضعف الوازع الديني، أو انخفاض معدل المهارات الاجتماعية والتعليمية، ووجود مرض في الأسرة -أعني مرض نفسي- هذه كلها حقيقة مؤشرات غير مشجعة، وهي محددات ربما تجعل مآل الحالة ليس جيدا في نهاية الأمر، هذا بصفة عامة.

يأتي بعد ذلك قناعاتك الشخصية -وهذه مهمة جدا- وإذا أنت رأيت هذه الفتاة برغم من وجود هذا التشخيص، لها مهاراتها ولها مقدراتها ونظرت في الأمور بعقلانية فلا أرى أبدا ما يمنع من الزواج بها.

ومساعدتها تكون عن طريق جعلها تستبصر بصعوباتها في محيط أسري، ولا نقول إسداء النصائح، ولكن يكون هنالك نوع من التوجيه عن طريق الحوار، وفي نفس الوقت يمكن مساعدتها في إدارة وقتها؛ لأن واحدا من مشاكل الشخصيات الحدية هو تقلب المزاج وعدم الثبات على وضع وجداني معين، وتغيير الصلات الاجتماعية وعدم الثبات عليها، وعدم المقدرة على تحمل الوظيفة لفترة طويلة، وشيء من هذا القبيل.

هذه كلها أمور يمكن أن تساعد فيها الفتاة من أجل الاستقرار في الدراسة أو في الوظيفة، وذلك بالمساندة وبالكلمة الطيبة وبالإرشاد، كما أن تقوية الوازع الديني والالتزام بالصلوات والصيام وأعمال الطاعات وقراءة القرآن والأذكار والدعاء، هذه في رأينا تؤدي إلى نضوج الشخصية وإخراجها أيضا من الحدية، وتساعد حقيقة على بناء منظومة قيمية أفضل من التي كان يتسم بها الشخص.

هذا هو الذي أراه، فلا أرى أبدا ما يمنع الزواج، وبالطبع البحث عن نقاط الاتفاق في أي زيجة دائما هو الأفضل، وأن تجد لها العذر في بعض التصرفات السالبة إن وجدت.

ونعرف تماما أن هنالك تحسنا تلقائيا يحدث للذين يعانون من هذا الاضطراب من الشخصية، أي مع مرور الزمن واكتساب مهارات جديدة، كثير من هؤلاء الذين يعانون من هذه العلة -وبالطبع معظمهم من الفتيات- قد تحسنت أحوالهم بمرور الزمن.

والشيء الآخر: إذا كانت تتناول أي علاجات دوائية يجب أن تشجعها على ذلك، ويجب ألا تكون انتقاديا في هذا السياق، يجب أن تعطيها قيمتها، واعتبارها، وتحس أن للزواج بها شيئا من التوازن والمساواة، مع احتفاظك بحق القوامة ولا شك في ذلك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات