السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على كل ما تبذلونه من جهد وجعله الله في موازين حسناتكم.
أنا مقبلة على الزواج، ومشكلتي أن وجهي لا يسمن إلا بنسبة قليلة جدا، فهل يجوز أن أستخدم إبر الكولاجين لتسمين الخدود؟ أريد أن أسمن خدودي من أجل زوجي، علما بأني منقبة، فمن ينظر إلى وجهي يعتقد بأني مصابة بالنحافة، على الرغم من أن وزني مناسب لطولي، لكن مشكلتي أن وجهي لا يسمن مهما أكلت؛ حيث جربت حبوب الكولاجين مع حبوب فيتامين (e)، ولكن لا جدوى! أيضا جربت الخلطات ولا جدوى ولم أجد الفائدة!
أحلم دائما بالحصول على وجه ممتلئ ودائري، ولا أعرف ما هو الحل؟ فكرت بحقن الخدود بواسطة مادة الكولاجين ولكن سمعت بأنه حرام، فأنا أريد إسعاد زوجي وأن أكون مرتاحة نفسيا؛ حيث إن نحافة وجهي تحرجني أحيانا، بعض الأحيان لا أذهب إلى بعض المناسبات مثل الأعراس وجمعة الأقارب، والسبب هو نحافة وجهي؛ حيث إنه باهت جدا ومحيط، العين جافة (جلد على عظم) بها هالات، والخدود ذابلة، لا أعرف ما هو الحل؟
أتمنى مساعدتي بأقرب وقت، مع العلم بأني لا أشكو من الأمراض إلا القولون، وقمت بعمل تحليل دم الأسبوع الماضي وكان سليما.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أنوار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
فإن حقن الوجه ببعض المواد للحصول على وجه ممتلئ حيوية ونضارة هو حل مؤقت لمشكلتك؛ حيث إنك ذكرت أنك نحيفة جدا، وقد يكون الأمر وراثيا إن كان أفراد العائلة معظمهم عندهم نحافة في الوجه، وإن كان هناك نحافة في الجسم فهناك أمل كبير -إن شاء الله- أن يزداد الوجه انتفاخا متى زاد الوزن.
وإن كان الأمر يضر نفسيتك فهناك من أطباء التجميل من يقوم بإزالة بعض دهون الجسم وحقنها في الخدود، أي أنه حقن دهون الجسم نفسه في هذه المناطق؛ ولذا يمكن مراجعة أحد أطباء الجلد أو جراح التجميل، وسؤاله عن ذلك.
أما بالنسبة للقولون فإن كان ما تقصدين به هو القولون العصبي فهو لا يسبب النحافة ولا نقصان الوزن، والقولون العصبي مرض كثير الشيوع، وينجم عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة (القولون) فينتج عن ذلك انتفاخ وآلام في البطن، مع اضطراب في التبرز من إسهال أو إمساك.
وهذا المرض يتميز بأنه لا يكون في المريض خلل أو أي اضطراب عضوي، أي أن الأعراض ليست بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام أو غير ذلك، وإنما هي ناتجة عن زيادة الإحساس بتقلصات القولون، واضطراب في حركة الأمعاء، ومن أهم الأمور بالنسبة لهذا المرض أنه مزمن ومتردد، أي أنه غالبا ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طوال عمره.
وتتردد الأعراض فتزداد في فترة معينة وتخف في أخرى أو تزول لفترة معينة وتظهر مرة أخرى فيما بعد، ويلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات وفي فترات استقرار الحالة النفسية، وقد يكون لزيادة قلقك من نحافة وجهك دور في زيادة الأعراض.
ومن ناحية أخرى فإن الأعراض قد ترتبط بأنواع معينة من الأغذية والأطعمة كالحليب والبهارات والفلفل والبقوليات، وتختلف من مريض لآخر.
ولا تقتصر أعراض القولون العصبي على ما سبق، بل هناك أعراض كثيرة قد تحدث في أجزاء أخرى من الجسم، وقد ينزعج منها المريض، ولكن مهما عمل الطبيب من فحوصات، فإنه لا يجد أي سبب آخر، ومنها:
1- شعور بالإرهاق والتعب العام.
2- شعور بالشبع وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقت طويل بعد الوجبة السابقة.
3 - آلام في أسفل البطن أثناء التبول، وأحيانا الشعور بالحصر.
4- آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والرجلين وغيرها.
وتفهم هذا المرض من قبل المريض يفيده في التأقلم مع هذا المرض، وهي أن هذا المرض ليس عضويا، بمعنى أننا لو فتحنا البطن وتفحصنا الأمعاء لوجدناها سليمة، ولهذا فإن الفحوصات التي يعملها لك الطبيب غالبا ما تكون نتائجها كلها سليمة ومهما طالت مدة المرض معك، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف أو التهاب أو سرطان ولا إلى غير ذلك.
والعلاج هو علاج الأعراض والابتعاد عن الأمور التي تزيد الأعراض، سواء التوتر والقلق أو أطعمة معينة.
وبالنسبة للعلاج الدوائي، فهو (دسباتالين) للتقلصات ثلاث مرات في اليوم مع (دسفلاتيل) للغازات ثلاث مرات في اليوم مع (الموتيفال) لتهدئة الحالة النفسية، وهذه الأدوية يستمر عليها المريض حتى تخف الأعراض ثم تبدأ بالتوقف عنها ويجب العودة إليها متى عادت الأعراض.
بعض المرضى يحتاجون المهدئات النفسية أو استشارة طبيب الأمراض النفسية، وكما ذكرت فقد تكون الاضطرابات النفسية هي السبب في اشتداد أعراض القولون العصبي؛ وفي كثير من الأحيان تفيد الأدوية المضادة للاكتئاب، والكثير من المرضى تتحسن عندهم الأعراض مع أدوية الاكتئاب مثل الموتيفال أو اللبراكس.
ولا بد من معرفة الحكم الشرعي لهذه الحقن قبل القيام بها.
والله الموفق.