أسباب السعادة الزوجية، وكيف يكون الزواج ناجحاً؟

0 27

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أستاذ جامعي، أدرس علم النفس والاجتماع، عمري 40 سنة، أحضر رسالة في الدكتوراه، عنوانها: "السعادة الزوجية" .

اخترت هذا الموضوع؛ لأن الإحصاءات تبين أن العديد من الأزواج يفقدون هذه السعادة بعد الزواج، وعن تجربة شخصية.

فقد تزوجت مرتين، المرة الأولى: أعجبتني، كانت جميلة جدا، وتحسن الحديث، خطبتها في مدة قصيرة، وبعد الزواج حصلت الكارثة، لم نتفاهم أبدا كما قبل الزواج، وتتخاصم مع أمي دائما، لا تصبر علي، ولا تؤدي واجباتها كزوجة، فحصل الطلاق.

وبعد عام في المرة الثانية أخبرتني أختي أن جارتنا تحبني، لم تكن تعجبني من قبل، وكنت أراها تافهة لا تحسن الحديث، ولم أكن أعرف أن ذلك كان بسبب الخجل، فرضيت بعد محاولات أختي المتكررة.

تزوجنا -والحمد لله-، واكتشفت بأنها نعم الزوجة؛ تسهر دائما على راحتي، تطيعني في كل أمر، تغيرت من أجلي، حولت نفسها كما أريد، أجد معها الراحة والهناء، ولا تتشاجر مع أمي.

أصبحت أحبها، ولا أطيق نفسي بدونها، فأرجو منكم بعض النصائح لأثمر بهم بحثي، وجزاكم الله عني وعن الشباب كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الاختيار الصحيح يقوم على القبول المشترك والميل المشترك، والحب الذي يكون من طرف واحد لا يصلح لبناء حياة زوجية سعيدة ومستقرة، ولا خير كذلك في ود يجيء تكلفا، ومن هنا كان حرص الشريعة على أن يكون قرار الزواج بيد الفتى والفتاة بعد الرؤية الشرعية؛ لأن (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).

فإذا وجد الرجل صاحبة الدين فعليه أن يطرق باب أهلها، ثم يطلب رؤيتها والجلوس معها في حضور محرم من محارمها، ومن حقه أن يحاورها ويسألها وتسأله، حتى يتأكد من حصول الرغبة في إكمال المشوار، واهتمام الشريعة بمسألة النظرة الشرعية يدل على إعجاز هذا الدين؛ لأن الفتاة قد تكون صالحة وجميلة وهو صالح ومناسب، ولكن لا يحصل التوافق والميل، والإنسان لا يملك قلبه، كما أن التلاقي يكون بالأرواح قبل الأجساد.

وأرجو بهذه المناسبة أن تركز بحثك في خطورة إجبار الفتاة على شاب لا تريده، أو إجبار الفتى على الزواج من فتاة لا يريدها، وليس في رفض أحدهما للآخرين عيب، ولكن هذا هو الشيء الطبيعي، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع.

وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن خطب امرأة: (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)، وقال للآخر: (انظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا)، وفي هذا الحديث دلالة على أن النظرة ينبغي أن تكون بعين فاحصة ومركزة؛ لأن العيوب الخفية كصغر العين لا تظهر بالنظرة العابرة، وذلك مشوار الحياة طويل.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم برعاية أحكام هذا الشرع والاستفادة من حكمه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات