السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فقد تعرفت على شخص أعجبني، وصليت صلاة الاستخارة مرات عديدة، ولكنه اعترف لي بأنه وجد فتاة حياته، جميلة، تتكلم جيدا، وغير ذلك، فآلمني هذا الأمر، لكن أسأل الله أن يلهمني الصبر، وأن يغفر لي.
أريد أن أنصح هذا الشخص، وأخبره أن الجمال والحديث الجيد ليسا بالعنصرين اللذين على أساسهما تختار الزوجة الصالحة.
كيف يختار الرجل الزوجة الصالحة؟ وهل الإنسان مقدر له من سيتزوج؟ أطلب منكم إرشادي إلى ما هو خير له ولي، وأن تدلوني على طريقة أنصحه بها.
أرجو منكم الإجابة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amel حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الأساس في الاختيار هو الدين والخلق، ولا قيمة لجمال ولا لحسب ولا لمال ولا لسائر المظاهر إذا لم يكن معها وقبلها دين وأخلاق، بل إن الجمال إذا لم يكن معه دين كان وبالا على أهله، والحسب إذا لم يكن معه دين تحول إلى كبر وغرور، وقد أحسن من قال:
لقد رفع الإسلام سلمان فارس *** ووضع الشرك الشريف أبا لهب
وإذا وجد الإنسان صاحبة الدين والأخلاق فعليه أن ينظر في أسرتها وفي إخوانها وأخواتها، وفي التفاهم بين والديها، وفي صديقاتها ومخرجها ومدخلها، مع ضرورة أن يحصل الميل من الجانبين، وعلى الرجل أن يخطب الفتاة من أهلها، والعفيفة لا تقبل إلا بهذا، فإنه لا تزوج نفسها إلا بغي، وإذا وجد الرجل المرأة في الشارع فسوف يرجعها للشارع، أما إذا أخذها من أسرة عفيفة تكرمها فإنه سوف يصعب عليه أن ينتقص حقها، ولن يملك إلا إكرامها.
والإسلام أراد للمرأة أن تكون مطلوبة عزيزة، لا طالبة ذليلة، لكن طوائف من فتياتنا رفضن هذا التكريم، وجرين خلف الرجال، فهرب منهن الرجال، والرجل السوي العاقل لا يحترم الفتاة التي تقدم له التنازلات وتبادله الضحكات، ولكنه يحترم التي تلوذ بعد الله بإيمانها وحيائها وحجابها، وإذا لاحظ الرجل تمسك الفتاة بقيمها وأخلاقها، احترمها ووثق فيها، وهي بذلك تنال رضا ربها، ثم ثقة والديها، وثقة زوجها واحترامه.
ونحن لا نريد للفتاة أن تتعرف إلى الرجال وتتوسع في التعامل معهم؛ لأن فيهم ذئابا ونسأل الله أن يحفظ بناتنا من الذئاب.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ولا تحزني على من لا يبادلك المشاعر، واعلمي أن كل شيء بقضاء وقدر، وأنك لن تستفيدي ممن همه المظاهر، نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.