كيفية التعامل مع عصبية الأب وكثرة شكوكه وتأثر الأخ المراهق بذلك

0 656

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي أب عصبي وشكاك لا يحتمل الكلام أو النقاش حتى مع أخي المراهق، أصبحنا نكره رؤيته من شدة جفائه، الآن بدأت أرى بأخي بعض خصال أبي السيئة، فكيف أتعامل مع كل من أخي الذي لا أريد خسارته في هذا السن، وأبي الذي اشتقت لاهتمامه بنا؟
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن أولى خطوات العلاج تكون بالبعد عن كل أمر أو تصرف يثير شكوك الوالد، وبتفادي كل شيء يجلب غضبه، مع ضرورة الاقتراب منه والاهتمام به وإسماعه كلمات الشكر وإشعاره بأنه مقدر، والوالد يحتاج لكل ذلك خاصة في أيام كشرت فيها ظروف الحياة عن أنيابها، مع ضرورة أن تتذكروا أن بر الوالد مطلوب وكذلك الصبر عليه، وإذا تذكر الإنسان ثواب البر نسي المعاناة، وهذه النصيحة لك ولشقيقك المراهق، وأرجو أن تعلموا أن قسوة الأب لا تفهم على أنها قسوة ولكنها مزيد حرص على مصلحتكم ولون من الشفقة والخوف على شقيقك المراهق.

والوالد دائما يتمنى أن يكون عياله أفضل منه، فإذا لاحظ تأخرا أو تهاونا حدث الخصام، وهذا -بلا شك- أسلوب لا نوافق عليه ولكننا ندعوك إلى التماس الأعذار له، وتأكدوا أن قلبه عامر بحبكم وبإرادة الخير لكم، فاشكريه على كل ذلك.

ونحن في الحقيقة نتمنى أن تتخذوا أسلوب الحوار في التفاهم مع الأخ المذكور، وذلك لأن الحوار يوصل للإقناع ويحفظ للمراهق شخصيته، والمشكلة أن بعض الآباء والأمهات يعتبرون أولادهم صغارا حتى بعد أن يكبروا يفرضون عليهم الوصاية، ومن هنا يبدأ النزاع والصراع.

ونحن في الحقيقة ندعوك إلى الاهتمام بهذا الأخ وإشعاره بأنه مهم وأن المنزل محتاج إليه، وحاولوا فهم نفسياته والاهتمام بميوله وتطلعاته، وهذا لا يمنع النصح له ولكن بطريقة لطيفة بعد انتقاء الكلمات واختيار الوقت وإشراكه في الحوار والاستماع لوجهة نظره مهما كانت وشكره عليها.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأنصحكم بعدم استخدام عبارات تدل على كره الوالد أو الضيق منه؛ لأن ذلك لا يجوز، ونحن نهينا عن مجرد (أف)، والوالد يظل والدا مهما فعل، وطاعته في المعروف واجبة، وبره وصلته مطلوبة حتى لو كان على دين آخر.
وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات