السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب كنت قد تعرفت على فتاة محجبة ومتدينة قصد الزواج، وكنت اتفقت مع عائلتها على ذلك، وبعد ذلك ما راعني إلا وكثير من الأصدقاء والعائلة يقولون لي: إن هذه الفتاة لها ماض غير سوي، ويطلبون مني إبطال الزواج!
أرجو منكم نصيحتي لذلك مع العلم أنني أعرف حاليا مدى إيمانها وامتثالها للكتاب والسنة ولكنني لا أعرف ماضيها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبعد:
إن التوبة الصادقة تمحو ما قبلها، والعبرة بالحالة التي هي عليها الآن، وليس من حق أي إنسان ينبش الماضي، ولكل رجل الحق في أن يقبل أو يرد، ولكن ليس له الحق في الإساءة والظلم، فإذا وجدت في نفسك ميلا ورغبة واطمئنانا، ووجدت الفتاة في نفسها مثل ذلك فاعلم أن (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).
على كل حال فنحن نتمنى النظر للموضوع بطريقة شاملة، ولست أدري ما هي نوع ودرجة المخالفات التي ذكرت لك؟ وهل من نقلوا إليك الأخبار ثقات؟ ولماذا كانوا صامتين رغم أنهم من العائلة والأهل، ولست أدري ما هي درجة القرابة بينكم وهم عدول؟ وفي كل الأحوال فنحن نقول: الإنسان لا يغير قناعاته من أجل كلام الناس.
نحن في الحقيقة لا ننصح بنبش الماضي، ولا نفضل السؤال عن الماضي ولا نوافق على الصراحة في ذلك لما لها من آثار ضارة؛ ولأن في ذلك مداخل للشيطان، فلو أن فتاة قالت لزوجها لقد كان فلان معنا في الحج لظن به وبها الظنون؛ لأن الشيطان قد يقول له – ما علاقتها به ولماذا ذكرته وربما كانت على علاقة بها، ولذلك الأمر بالتشبه للرجل لو قال فلانة كانت تعمل معنا قبل سنوات فإن الشيطان سوف يقول لها ربما كان معها على علاقة؛ ولذلك فلا سبيل إلى سد هذا الطريق على الشيطان إلا بكتمان وطي صفحات الماضي.
لا يخفى عليك أن المسلم إذا لم يظهر له الصواب فإنه يسارع إلى صلاة الاستخارة وفيها طلب للدلالة على الخير ممن بيده الخير والإنسان إذا صلاها يكون قد أدى ما عليه ثم شاور العقلاء والفضلاء، و(استفت نفسك وإن أفتاك الناس وأفتوك فإن البر ما اطمأنت إليه النفس).
هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.