الشعور بالدوخة وعدم القدرة على التركيز عند محاولة إيجاد الحلول

0 524

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.
أشعر بالدوخة الشديدة وعدم القدرة على التركيز أو حتى التحكم في فتح عيني بشكل جيد، أشعر أن عيني تتلاعب، وأشعر بالنعاس والرغبة في النوم، ولا أقوى على التفكير إذا صادفني أي مشكلة تستحق الجهد للتفكير أشعر بالدوخة وعدم التركيز والرغبة في البكاء، وعدم القدرة على محاولة إيجاد الحل أو التفكير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيرا وبارك الله فيك.
فإن مثل هذا النوع من الأعراض نتعامل معه بأن نبحث في أسبابه أولا، ونحن دائما نحاول أن نتأكد أنه لا توجد أسباب عضوية، وإذا اقتنعنا أنه لا توجد أسباب عضوية فبعد ذلك نتدارس الأمر من المنظور النفسي ونضع التحليل والتفسير المناسب حسب الحالة.

أنت لم تذكري عمرك، وكان هذا سوف يساعدنا حقيقة كثيرا؛ لأن هنالك بعض الأمراض العضوية قد تظهر في أعمار معينة وقد تؤدي إلى مثل هذه الأعراض، خاصة إذا كان العمر فوق الأربعين.

عموما - أختي الكريمة الفاضلة – الذي أرجوه منك هو أن تجري فحوصات طبية عامة، فيجب أن تتأكدي من قوة الدم (هيموجلوبين Hemoglobin) لديك، وتتأكدي من وظائف الكبد ووظائف الكلى، وفحص الغدة الدرقية الذي يعتبر أيضا هاما وضروريا؛ لأن عجز إفراز الغدة الدرقية قد يؤدي إلى ضعف في التركيز، وإلى شعور عام بالإجهاد والتكاسل وعدم الرغبة فيما هو مفرح وإيجابي، لكن لا أتوقع أنه توجد لديك علة أساسية، ولكني ذكرت لك هذا من قبيل التأكد وإكمال المعلومات الطبية، لأننا في موقعك إسلام ويب حريصين دائما أن نقدم أفضل ما يمكن تقديمه.

يأتي بعد ذلك النواحي النفسية، فإن هذه الأعراض من عدم القدرة على التركيز والشعور بالنعاس المستمر وكثرة التفكير وقلة الجهد أو قلة المقدرة وعدم القدرة على أي بذل من الجهد الجسدي أو الذهني، هذا كثيرا ما يكون مصاحبا لمرض الاكتئاب النفسي، هذا نوع معين من الاكتئاب معروف لدينا في علوم الطب النفسي، كما أن القلق النفسي ربما يؤدي إلى أعراض مثل هذه الشاكلة، ولكن الاكتئاب النفسي هو الغالب في مثل هذه الحالات.

سوف أتعامل مع حالتك على أنها اكتئاب نفسي ومن ثم أود أن أنصحك بالآتي:

أولا: حاولي أن تتخلصي من كل الأفكار السلبية التي تراودك أو تسيطر على تفكيرك.

الحياة توجد بها الصعوبات ولكن ـ الحمد لله ـ توجد أيضا أشياء جميلة، حاولي أن تتأملي في حياتك وأن تعيدي تقييم نفسك بصورة إيجابية، ولا تجعلي الزمن يسبقك، ولا تضيعي وقتك، ويجب أن تكوني فاعلة، والفعالية تأتي من خلال تنظيم الوقت ومعرفة قيمة الزمن، فالإنسان لابد أن يستفيد من زمنه، ولابد أن يستفيد من وقته، والمسلم مكلف بذلك، فأرجو أن تضعي خارطة ذهنية يومية بالطريقة التي تصرفين بها شؤونك اليومية.

فلابد أن تخصصي وقتا للراحة، ووقتا للتواصل الاجتماعي، ووقتا للعبادة، ووقتا للقراءة، والترويح عن النفس بما هو مشروع، الرياضة مهمة أيضا جدا، والراحة والنوم المعقول يجب أن تخصصي له وقتا، وإذا كنت تعملين أو كنت في دراسة بالطبع لابد أن تخصصي وقتا لذلك.

فينبغي على الإنسان أن يضع هذه الخارطة الذهنية ويلتزم بها ويطبقها .. هذا ضروري ومهم جدا.

ثانيا: لمثل حالتك تعتبر الرياضة مهمة جدا؛ لأن الرياضة من أكبر مدعمات ومقويات النفس والجسد، واتضح الآن أن هنالك مسارات كيميائية وبيولوجية في المخ لا تأخذ شكلها الطبيعي أو شكلها الصحيح إلا بممارسة الرياضة، فأرجو أن تكوني حريصة على ذلك، وسوف تحسن الرياضة من تركيزك وتعطيك جهدا جسديا ونفسيا، وسوف تلاحظين أن مستوى طاقاتك بدأ في الارتفاع.

ثالثا: سوف نصف لك بعض الأدوية، فهنالك بفضل الله تعالى أدوية ممتازة وجيدة جدا مقاومة للاكتئاب، وسوف تجدد لك طاقاتك النفسية والجسدية.

الدراسات تشير أن العقار الذي يعرف علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجاريا باسم (بروزاك Prozac) هو من الأدوية الجيدة والممتازة لمثل هذه الحالات، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة كبسولة واحدة (عشرين مليجرام) بعد الأكل وتستمرين على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفعين الجرعة إلى كبسولتين في اليوم وتستمرين عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفضين الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر.

تميز البروزاك بأنه دواء سليم غير إدماني، وهو دواء فعال، فأرجو أن تطبقي هذه الإرشادات وأن تتناولي الدواء، وأن تقومي بالفحوصات التي ذكرتها لك، وسوف تتحسن أحوالك وصحتك - بإذن الله تعالى -.

بارك الله فيك وجزاك خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات