السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب من فلسطين وسافرت إلى الأردن لدراسة الهندسة في إحدى الجامعات الممتازة في الأردن، وأنا الآن في السنة الثالثة ولكنني أشعر بأنني لم أعد أستطيع تحمل الغربة والبعد عن أهلي لأنني كنت متعلقا بهم جدا، وأفكر في العودة إلى فلسطين؛ لأن تحصيلي الدراسي أصبح سيئا بسبب عدم راحتي النفسية وتعرضي لعدة مشاكل في الجامعة.
وأريد منكم المشورة العاجلة لأني في صدد السحب من الجامعة والعودة إلى أرض الوطن.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Fawwaz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإننا ندعوك إلى الصبر، ونذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن يتصبر يصبره الله) فلا تفوت هذه الفرصة، واعلم أن أهلك سوف يغضبون إذا رجعت وضيعت هذه الفرصة، والأخطر من ذلك أنك سوف تندم أشد الندم على ذلك مستقبلا، وإذا وجد الإنسان مثل هذه الفرص فعليه أن يتمسك بها، وفلسطين تحتاج إلى العلماء المخلصين والمهندسين الناجحين، وفي الدراسة نفع لك وللمسلمين.
ولا يخفى على أمثالك أن الناس في هذه الدنيا يجتمعون ويتفرقون ودوام الحال من المحال، فأين أجدادنا وأجدادك؟
ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالك، وإذا كنت – ولله الحمد – قد وصلت إلى الصف الثالث فلماذا تفكر في الانسحاب؟ وأين عقلك وكيف حاد عن الصواب؟ ألا ترى إلى من حولك من الفتيات والشباب، ألا تعلم أن جلهم مفارق للأهل والأحباب طلبا للمعالي وأخذا بالأسباب، فتوكل على ربك الوهاب وخالف عواطفك وكن من أولي الألباب، ولا تحسبن المجد تمرا أنت آكله، واستعن بالله واشتغل بدراستك وصادق الملتزمين المجتهدين وتوجه قبل ذلك إلى رب العالمين.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بالصبر فإن العاقبة للصابرين، وقد أحسن من قال:
ألا بالصبر تبلغ ما تريد **** وبالتقوى يلين لك الحديد
ونسأل الله لك التوفيق، واعذرني على القسوة، فإنني أكلمك بلسان أب والأب لا يتهم لأنه أحرص الناس على مصلحة أبنائه، وأرجو أن أسمع عنك خيرا، وأسأل الله أن ينفع بك البلاد والعباد، وأن يحرر فلسطين والأقصى المبارك وأن يرينا في أعدائنا عجائب قدرته.
وبالله التوفيق والسداد.