السرحان والتفكير السلبي

0 509

السؤال

مشكلتي أني أفكر في شخص كثيرا، وأحلم أحلام يقظة في صحوتي وفي صلاتي وقراءتي للقرآن.

علما بأنني محافظة على الصلاة والطهارة وقراءة القرآن يوميا، وبأنني أستغفر الله وأستعيذ من الشيطان الرجيم، ولكن أعود إلى السرحان.

أرجو مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خالدة أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

فبداية بالنسبة لمثل هذا النوع من التفكير في هذا الشخص أنت لم توضحي كثيرا، ولكن أعتقد في أغلب الظن أن هذا النوع من التفكير قائم على تفكير عاطفي أو وجداني، هذا فيما أتصوره وقد أصبحت أمنياتك متعلقة بهذا الشخص.

أنت لم توضحي في أي مرحلة عمرية أنت، ومثل هذه الأفكار تقبل ويعيشها البعض في سن المراهقة وما بعد المراهقة قليلا، ولكن إذا استمرت أكثر من ذلك فهي لا شك أنها أمر غير طبيعي وأمر يجب أن يوقف، وأيا كان طبيعة هذا التفكير ونوعه، خاصة إذا كان تفكيرا عاطفيا يجب أن يفصل بين شيئين: إذا كانت هذه الأفكار بها شوائب تدفع على تمني الزواج من هذا الشخص مثلا والعلاقة والمعاشرة الزوجية وهكذا، فلا شك أن هذه الأفكار لابد أن توقف ولابد أن ترفض لأنها غير لائقة، أما إذا كان التفكير هو مجرد أن هذا الإنسان إنسان جيد وأتمناه أن يكون زوجا لي وهكذا، فهذه ربما تكون أقل خطورة.

لكن لابد أن تضعي لنفسك نوعا من الكوابح، نوعا من العثرات أمام تفكيرك العاطفي، قولي لنفسك: (لماذا أنا أصبح أسيرة لهذا التفكير، إذا كان الأمر هو إعجاب بهذا الشخص فهنالك أشخاص كثيرون أيضا في هذه الدنيا متميزون وأصحاب خلق وأصحاب دين – وهكذا - فلماذا أحصر نفسي وأقيد نفسي في شخص واحد، وحتى إن كنت أفكر في الزواج ربما لا يكون هو من نصيبي) وهكذا.

وفي نفس الوقت لابد أن يكون هنالك نوع من التسامي وعلو النفس حين تنتاب الإنسان مثل هذه الأفكار التي هي مضيعة حقيقية لكثير من الزمن، خاطبي نفسك بأنك تضيعين كثيرا من زمنك في شيء لا يجدي أو في شيء قد لا تكون نتائجه إيجابية، وأعيدي تنظيم وقتك على أسس جديدة؛ لأن الفراغ كثيرا ما يجعل الناس ينغمسون في أفكار ويسترسلون في اجترارات عاطفية ووجدانية لا داعي لها أبدا.

والأفكار من هذا النوع يجب ألا تعتريك في أثناء الصلاة وفي وقت قراءة القرآن، فأنت مطالبة بالسمو وبعلو الهمة، فضعي نوعا من الترتيب في أسبقياتك؛ لأن هذا الترتيب في أهمية الأمور هي التي تجعلك تركزين على الأمر الذي تعتقدين أنه يجب أن يكون هو الأهم والأجدر بالعناية في حياتك، فالصلاة هي مقام عظيم، أنت أمام رب العزة، اطردي كل فكر شيطاني ينتابك في مثل هذا الوقت؛ لأنه ما لا تدركين من الصلاة أخاف ألا يكون جزءا من الصلاة، فيجب أن تدركي صلاتك كاملة، انظري إلى موضع السجود، تأملي فيما تتلين من قرآن، وهذا هو المطلوب.

إذن الاستشعار بأهمية الموقف هو الذي يجعلنا نركز دائما على الموقف، فالاستشعار بأهمية الصلاة وبأهمية تلاوة القرآن، وهذه المقامات العليا والرفيعة السامية يجب ألا نخلطها أبدا بحطام الدنيا.

إذن: عليك بتحديد أسبقياتك واستشعار ذلك استشعارا كاملا، وعليك بتنظيم وقتك ومحاولة التخلص من الفراغ الغير مجد، وأنت الحمد لله حريصة على دينك وعلى التقرب من الله تعالى، وهذا لا شك أنه سيكون معينا لك، وأرجو أيضا أن تمارسي أي نوع من الرياضة المتاحة لك، خاصة رياضة المشي، فهي تحرق وتقلل من الطاقات النفسية السلبية.

وسيكون من المفيد أيضا أن أصف لك دواء بسيطا؛ لأن أحلام اليقظة والسرحان الكثير وضعف التركيز أيضا هو ناتج من القلق والتوتر، وهذا الدواء الذي أود أن أصفه لك يزيل هذه الأمور، ويعرف هذا الدواء تجاريا وعلميا باسم (موتيفال Motival)، وهو دواء جيد جدا وموجود فيما أعتقد في السودان، وجرعته هي حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناوله.

وإذا لم تتحصلي على الموتيفال سيكون الدواء البديل عقار يعرف باسم (تفرانيل Tofranil) يسمى علميا باسم (إمبرمين Imipramine)، والجرعة المطلوبة في حالتك هي حبة واحدة (خمسة وعشرون مليجرام) ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقفين عن تناوله.

هذا الدواء من الأدوية السليمة والبسيطة وإن شاء الله مزيلة للقلق والتوتر والانغماس في الفكر القلقي غير المجدي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات