العودة إلى الوطن بناء على طلب الأب أم الاستمرار في بلاد الغربة.. حيرة شاب

0 510

السؤال

أبي يريدني أن أعود إلى وطني، ولكني لا أريد ذلك بسبب الوضع المعيشي في بلدي، علما بأن أبي قاس جدا، وإن عدت ولم أشتغل فسيطردني من البيت كما فعل مع أخي، فماذا أفعل؟!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، وأن يوسع رزقك ورزق أسرتك، وأن يردك لوطنك سالما غانما.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإذا كنت محافظا على دينك في المكان الذي أنت فيه وكنت بعيدا عن الحرام ولا تقع في المعاصي والمنكرات وتعيش حياة إسلامية نظيفة كما هو حال كثير من إخوانك المسلمين الملتزمين الصادقين ولا تجد تضييقا على دينك ولك دخل طيب ومال يجري عليك وتعيش مستورا وتستطيع أن تساعد أهلك فأنصحك أن تظل في مكانك الذي أنت فيه ولا تذهب إلى بلدك إلا زائرا.

وأهم شيء بالنسبة للإنسان هو المكان الذي يعان فيه على أداء دينه وعلى تطبيق شرع الله تبارك وتعالى في حياته كمسلم، ومن خلال التجربة أعلم أن هناك الكثير من الإخوة المهاجرين إيمانهم أفضل من إيمان الملايين من المسلمين في داخل العالم العربي، فهم حريصون بفضل الله على أداء الصلاة في أوقاتها، ولهم دور بارز في خدمة الإسلام، وبيوتهم ملتزمة غاية الالتزام ولله الحمد والمنة، ولا يعانون من أي ضغط من قبل المجتمع الذي يعيشون فيه، بل ويتمتعون بقدر كبير من الحرية الشخصية ويحصلون على قدر كبير من الخدمات المدنية والاجتماعية لا توجد في معظم بلاد العالم العربي والإسلامي.

فإن كانت ظروفك جيدة وتعيش كما يعيش معظم الملتزمين في تلك البلاد فأرى أنه لا داعي للعودة إلى بلدك مرة أخرى إلا زائرا فقط، وأما إذا كنت لا تستطيع أن تقيم دينك ولا تستطيع أن تحافظ على نفسك كمسلم، ولا أن تلتزم بدينك كرجل مسلم ينبغي عليه أن يرفع شعار الإسلام في حياته، وأيضا دخلك لا يكفيك أو قد يكون لك دخل ولكن إسلامك في عرضة للضياع فأنصحك بالعودة فورا إلى بلدك، واعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، واعلم أن الله لا يضيع أهله، واعلم أن الله تبارك وتعالى يقول: ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب))[الطلاق:2-3].

فإذا عدت إلى بلدك وفعلت ذلك وكانت نيتك المحافظة على دينك وأن تظل مسلما يتقي الله تعالى وتركت هذه البلاد رغم ما فيها من إغراءات لتعيش في بلدك البسيط المتواضع فأبشرك بأن الله لن يتخلى عنك ولن يضيعك، وأن الله سيمن عليك بدخل طيب في بلدك حتى لا يطردك والدك كما فعل مع أخيك؛ لأن الله أخبرنا بقوله: ((إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون))[النحل:128]، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بقوله: (من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه).

فانظر في حالك ولا تقدم على ترك البلد الذي أنت به إلا إذا كانت ظروفك الدينية لا تسمح، وكنت في حالة ضياع كمعظم المهاجرين من المسلمين الذين نسوا أنهم من المسلمين، فعد إلى بلدك الأصلي، وأما إذا كنت آمنا مطمئنا تعان على طاعة الله تعالى وتحافظ على شرع الله ولم تتحلل كما تحلل غيرك، فاثبت على ما أنت فيه ولا مانع أن ترسل لوالدك بين الحين والآخر المساعدة المطلوبة، ولا مانع من الزيارة بين الحين والآخر، وأسس أسرة مسلمة في تلك البلاد، وارفع راية الدعوة، وبإذن الله تعالى ستكون موفقا، ولعل الله أن يقيم بك شرعه وأن ينصر بك دينه في تلك البلاد، نسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية والرشاد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات