السؤال
السلام عليكم
شكرا جزيلا لكم.
أنا طالب في هندسة المياه، لم يبق لي سوى هذه السنة والسنة المقبلة إن شاء الله، وأحصل على شهادة مهندس، ومشكلتي أنني أحببت فتاة وأريد الارتباط بها، فهي محجبة وذات جمال، ولكنها في بعض الأحيان تقف مع صحبة زميلاتها ومع زملائها للتحدث.
الفتاة ليست من الولاية التي أقطن فيها بحيث يعسر علي حتى السؤال عنها وعن أهلها، وهو ما أثار مخاوف أهلي، وأنا ـ والحمد لله ـ شاب ملتزم فلا أكلمها أبدا، ولكني يا سيدي تعبت كثيرا، اتصلت بها والدتي للتعرف عليها وعلمت منها أنها تريد وقتا للتفكير.
أنا لاحظت أنها تبادلني نفس الشعور، ولكن والديها رفضا الأمر لأني ما زلت أدرس.
1 - ماذا أفعل وأنا لا أعرف عنها أي شيء؟
2- هل أذهب إلى أهلها وأقنعهم؟
أنا بإذن الله قادر على جمع ما يلزمني للعقد عليها لكن بالنسبة للزواج فحاليا لا.
3- هل يمكن أن أعقد وأؤخر الزواج؟
4- كيف أواجه مخاوف أهلي وترددهم الشديد؟
5- هذه الفتاة كانت على علاقة بشاب ثم انتهت ولا أعلم سبب ذلك؟ هي الآن تسكن مع زميلتين لها محجبتين أيضا، ولكنهما على علاقة بشابين بنية الزواج، وهذا لا يجوز طبعا فأخاف أن تتأثر هي بهذا المفهوم الخاطئ.
انصحوني بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا لا ننصحك بالاستمرار في هذه الناحية قبل أن تتعرف على وجهة نظر أهلها وقبل ذلك أحوالهم من الناحية الشرعية، فإن النظر في بيئة الفتاة وأحوال إخوانها وأخوالها واستقرار أسرتها من الأمور الهامة جدا، حتى قال بعضهم: لن أتزوج من الفتاة حتى أرى ولدي منها، قيل له: وكيف ذلك؟ فقال: (بأن أنظر في أحوال إخوانها وأخوالها).
لا شك أن رفض والديها لا يؤثر كثيرا إذا كانت هي راغبة في الارتباط، ولكن الظاهر لي أنها أيضا مترددة، أما إذ تأكدت عن طريق إحدى محارمك أنها راغبة فيك؛ فيمكن أن تكرر المحاولات، وتدخل الوساطات؛ بعد أن تتوجه إلى رب الأرض والسموات.
ونحن لا ننصحك بالمضي في أي علاقة عاطفية إلا بعد حصول تعارف وتوافق وتآلف، مع ضرورة التذكر بأن طول فترة الخطوبة ليست مفيدة لمستقبل أي حياة زوجية.
أما بالنسبة لتردد أهلك وتخوفهم فلا يمكن أن يزول إلا بالتعرف على الفتاة وأهلها، وأرجو أن تدرك أنهم يريدون مصلحتك، وقد يلومونك على عدم إخطارهم بالفكرة منذ البداية، والناس دائما أعداء لما يجهلونه، وكم تمنينا أن يهتم الشباب والفتيات بشرح الفكرة أولا لأسرهم حتى لا يرفضون بدافع العناد، والأهم من ذلك أن كثيرا من الأسر ترغب في تحديد الشريك لأبنائهم وبناتهم بمجرد دخولهم الجامعات، وهذا من حبهم، فأرجو أن يلتمس الشباب لأهلهم الأعذار.
وإذا كان للفتاة أكثر من علاقة ولها تجربة فاشلة، فنحن نحذرك ونحذرها من كل ما يغضب الله؛ لأن الصواب أن توقف كل علاقة لا يوجد لها غطاء شرعي ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم))[النور:63].
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بالاستخارة والاستشارة ثم التوجه إلى من بيده الخير والهداية، وننصحك بالالتزام بالأحكام والآداب الشرعية في كل علاقة وعمل.
نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.