موقف الفتاة من والدها المسن المتعرض للإساءة عند أخته مع عدم القدرة على إيوائه

0 467

السؤال

أبي تجاوز السبعين، وهو يعيش الآن مع عمتي وأولادها، وهم يعاملونه معاملة سيئة، وهو مريض بالسكر، وضميري يؤنبني، أنا أعيش مع أمي في غرفة واحدة صغيرة، وأمي تعمل حتى الظهيرة لتوفر عيشها، أبي له من الأولاد غيرنا 3، ولدان بالخارج وبنت متزوجة، وزوجة أبي ترفض وجود أبي بالمنزل، مع أنها معظم الوقت مغلقة له لأنها تجلس مع ابنتها، ولكنها تحاسبه حتى الآن على زواجه من غيرها.

أنا لا أعرف ماذا أفعل؟ بيتنا صغير للغاية حتى أخي ينام على الأرض ونعبر فوقه، وإخوتي الرجال سلبيون مع أنهم مقتدرون ماديا وليس لهم موقف مع أمهم، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حائرة بأبي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإننا ندعوك إلى تذكير إخوانك بواجبهم الشرعي، وتخويفهم من عواقب ما يحصل لوالدهم، وأن الجزاء سوف يكون من نفس العمل، هذا في الدنيا مع ما ينتظر كل عاق عند الله إن لم يتب ويعد إلى البر والصواب.

ونحن في الحقيقة نحمد لك هذه المشاعر النبيلة ونبشرك بالخير الكثير ما دمت على البر والإحسان، كما أرجو أن تحاولوا أخذ منزل أكبر لإيواء الوالد، إذا كان ذلك ممكنا، كما أرجو أن تطرحي الموضوع على كل من له صلة بالوالد حتى تصلوا بإذن الله تعالى إلى الحل المناسب.

وكم تمنينا أن يدرك الأبناء اهتمام الشرع الحنيف بهذه المسألة، لدرجة أن الله سبحانه ربط بر الوالدين بتوحيده سبحانه وعبادته، فقال سبحانه: (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ))[الإسراء:23]، وقال سبحانه: (( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ))[النساء:36]، حتى قال ابن عباس: (لا يقبل الله عبادة من لا يطيع والديه، فقيل له من أين ذلك؟ قال: من كتاب الله).

وتزداد أهمية البر والإحسان عند الكبر والضعف، قال تعالى: (( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما ))[الإسراء:23]، وصور القرآن نموذج البر والشفقة المطلوبة فقال سبحانه: (( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ))[الإسراء:24].

وكلنا يعلم ما يفعله الطائر بصغاره عند البرد والحر والمطر، إنه يقيهم من الآفات ويعرض نفسه للمخاطر، وهكذا كان السلف يفعلون مع الآباء والأمهات في سنوات الضعف والكبر.

وقد أمرنا الله بالإحسان للوالدين حتى ولو كانوا من الكافرين، لأنهم يظلون آباء وأمهات ولهم فضل علينا وحقهم مقدم، فكيف إذا كان الأب مسلما شاب في الإسلام؟!

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله تعالى، ثم بكثرة اللجوء إليه، مع ضرورة رعاية أحكام شرعه الحنيف، ونسأل الله أن يهيئ لك بيتا واسعا تتمكنين فيه من رعاية والديك، ونكرر لك شكرنا على الاهتمام بأمر الوالد، ونبشرك بالخير الكثير على ذلك، ونسأل الله لك الثبات والسداد.


مواد ذات صلة

الاستشارات