السؤال
أنا أعمل معلما منذ 5 سنوات، ولدي بيت وسيارة، وأمور الزواج كلها ميسرة لدي -ولله الحمد- ولكن لي رغبة وطموح قوي في إكمال دراستي العليا، ومحتار في اختيار شريكة الحياة بين اثنتين:
الأولى: التي أريد اختيارها من نفس الفخذ من القبيلة، ولكن والدها مسؤول كبير، ورجل متدين، وابنته تدرس في أمريكا في مرحلة الماجستير، وقد أكملت نصف المرحلة، وهي متدينة وذات خلق عال؛ لأنها معروفة، وأخي متزوج خالتها.
أما الثانية: فهي معلمة في نفس المنطقة التي أسكن فيها، وليست التي أعمل بها، ومستواهم المعيشي قريب منا جدا إذا لم نكن نحن أعلى منهم.
أنا راغب في الأولى من أجل الزواج والسفر معها لإكمال دراستي العليا، ولكنني متردد إذا لم يأتني تفرغ من قبل الوزارة، وتزوجت بها ستسافر لتكمل دراستها مع إخوانها في الخارج، وأنا أعمل هنا ولا أستطيع السفر معها، فما هي نصيحتكم لي؟
أفيدوني، جزاكم الله خيرا، علما بأنني متردد في اختيار الزوجة منذ أكثر من 3 سنوات.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنت معذور فيما أنت فيه من تردد، لكن نصيحتنا لك لكي تخرج من هذا التردد بقرار سليم لا تندم على اتخاذه تتمثل في النقاط الآتية، نرجو أن تأخذها بجد وستجد أثرها -إن شاء الله- في مستقبل حياتك وهي:
1) ينبغي أن تعيد النظر مرارا في هدفك من الزواج، ونحن لا نشك أنك تهدف إلى بناء أسرة متدينة تقوم الأم فيها على رعاية حق الزوج، والوفاء بحقوق الأولاد، وحسن تربيتهم وتوجيههم، كما لا نشك أنك تدرك تماما أن للأم أثرها البالغ في كيفية تنشئة الأولاد، وهذا كله يتطلب منك أن تغلب جانب تدين المرأة التي ستختارها، وحسن أخلاقها وقدرتها على التربية ما دامت مقبولة لديك من حيث الجمال، أي أن نفسك تسكن إليها وترضاها.
2) لا تجعل بعض المصالح العارضة: كالسفر، أو كون المرأة ذات مال هي المعايير التي تختار على أساسها زوجتك، وإن كانت هذه أمور مقصودة ويتزوج الناس من أجلها، لكننا لا ننصحك بذلك؛ لأن هذه العوارض سرعان ما تنقضي، ثم يعود الزوج بعد ذلك ليبحث في زوجته عن الأخلاق الأخرى التي أغفلها أولا فإن لم يجدها عاد بالندامة.
وواقع التجربة يقول: إن المرأة التي تشعر بنوع نقص: إما في المال، أو في الجمال، أو في المنزلة الاجتماعية تحاول أن تكمل هذا النقص بإرضاء زوجها وإسعاده ليرضى عنها؛ فتسعد حياتها بهذه الأخلاق.
3) إن كنت ترى أن هذه الصفات، أو أغلبها متوفرة في قريبتك المسافرة للدراسة، فنصيحتنا: أن تتزوجها لما لمسناه من رغبتك فيها، والخوف من عدم تمكنك من السفر معها لن يشكل عقبة كبيرة، فغاية الأمر إن أصرت على الدراسة في الخارج، وكانت متدينة وبصحبة محارمها، ولم تخف عليها فتنة؛ غاية الأمر أن تسافر معها أياما ثم تعود، فلا تجعل هذا مانعا من زواجك بامرأة تشعر برغبتك فيها إن كانت متصفة بالوصف الذي ذكرناه.
أما إن كنت ترى بأن الأخرى هي الأقدر على القيام بحق الأولاد والزواج، وكانت مقبولة لديك من حيث جمالها، فنصيحتنا: أن لا تعرض عنها لمجرد تحصيل تلك المنافع من المرأة الأخرى.
4) وننصحك بأن تشاور أهل الرأي والخبرة من أقربائك، وتستخير الله تعالى، وما تراه أقرب إلى نفسك فأقدم عليه، واقطع التردد، وهو الذي لعله اختاره الله لك، كما ننصحك بالإسراع بالزواج ما استطعت، ففيه مصالح الدنيا والآخرة، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.
وبالله التوفيق.