السؤال
السلام عليكم
لقد أحببت فتاة منذ مدة كبيرة، وهي محجبة ولكنها ليست ملتزمة، ونحن في السنة الدراسية الأخيرة، لذلك أرسلت لها إحدى الأخوات الملتزمات لتحدثها في موضوع الالتزام، فأخبرتها أنها تتمنى أن تتزوج رجلا ملتزما وأنها تريد لبس النقاب، لكن الفرصة لم تأت، ولو طلب زوجها أن تلبس النقاب ستلبسه، فاحترت في أمري .. هل أفاتحها في الأمر وأطلب من هذه الأخت أن تتكلم معها في الأمر؟ ولو وافقت هل أتزوجها أم أطلب منها أن تتفقه في الدين قبل أن أتزوجها؟
أرجو مساعدتي في الأمر، علما بأن والدها تركهم وهي صغيرة، ومنذ ذلك الحين تعيش مع أمها فقط، فهل البيت الذي لا يكون فيه رجل يكون بيتا سيئا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Fethi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فليس من الضروري أن يكون كل بيت ليس فيه رجل يكون منزلا سيئا، بل إن طائفة من الأخيار ربتهم أمهات صالحات، والعبرة بصلاح من يتولى مهمة التربية رجلا كان أو امرأة، وقبل ذلك هداية التوفيق من الله وحده.
وإذا كنت رجلا ملتزما حقا فنحن نقترح عليك الارتباط بالفتاة والاجتهاد في إصلاحها، ولكن بعد الاستخارة والاستشارة والسؤال منك ومنها؛ لأن هذه الأشياء ضرورية وهامة، وقد أحسنت بإرسال وسيط من النساء، وحبذا لو كانت من محارمك أو رجلا من محارمها؛ لأن هذا إكمال من الناحية الشرعية، ويعطي انطباعا جيدا عنك لأهل الفتاة ويزيد في ثقتهم في ابنتهم، وهو قبل ذلك أرضى لله.
وإذا شعرت بأن هناك موافقة مبدئية فاطلب يدها من أهلها، وأرجو أن تخبر أهلك برغبتك ثم تصحبهم معك ليكتمل التعارف ويحصل بإذن الله التآلف، والفتاة العاقلة تلبي رغبات من يخطبها وتهتم بعد ذلك بهوى زوجها وميوله، كما قالت العربية الناصحة لبنتها: (حتى تقدمي هواه على هواك ورضاه على رضاك)، ولا مانع من تشجيعها على التفقه في الدين وهذا أمر نافع للمسلمات والمسلمين، والأفضل أن يكون ذلك على سبيل التشجيع وليس من باب الأوامر، فإنها لا تزال أجنبية عنك، ولا سلطان لك عليها.
ولا يخفى عليك أن المسلم إذا لم يتضح له الصواب فإنه يصلي صلاة الاستخارة، وفيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ثم يشاور من حضره من العقلاء ومن وحوله، ولن يندم من يستخير ويستشير، وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.