الغيرة الشديدة على الزوجة في فترة العقد

0 584

السؤال

السلام عليكم
أنا شاب ملتزم -والحمد لله- فقد عقدت قراني على إحدى الفتيات المحتشمات، ولكن حصل لي شيء لم يحصل لي من قبل وهو شدة الغيرة، أنا لا أريد أن أكون ديوثا، ولكن عندي غيرة شديدة جدا لدرجة لا يهدأ لي بال من يوم عقد القران وحتى الزواج.

ساعدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن تقر عينك برؤية الأقصى وعموم فلسطين محررة عزيزة مكرمة، وأن يبارك لك في زوجك، وأن يبارك لها فيك، وأن يجعل كل واحد منكما عونا لصاحبه على طاعته ورضاه، وأن يجمع بينكما في خير.

وبخصوص ما ورد برسالتك فإن مسألة الغيرة الشديدة هذه عادة ما تكون عند غالب الشباب في أول مراحل الزواج والارتباط، وهذا شيء طبيعي جدا، وهو كما قلت عند غالب الشباب وليس خاصا بك أنت، والغيرة أمر محمود في الإسلام، بل لقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم لمن لا غيرة عنده فقال: (ليس منا من لم يغر على عرضه) وأخبرنا الحبيب كذلك أن الله يغار وأنه صلى الله عليه وسلم يغار، إلى غير ذلك.

فالغيرة إذن كانت في محلها ولها دواعيها فهي شيء محمود ومطلوب شرعا، أما إذا لم يكن لها من سبب واضح، فقد تصبح مرضا مزعجا قد يؤدي بصاحبه إلى مرض الشك، وبذلك يحرم الاستقرار والسعادة وتصبح حياته جحيما لا يطاق، فإن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، فانظر في نفسك واسألها لماذا هذه الغيرة الشديدة؟ هل لها من سبب؟ ما دامت الأخت ملتزمة وتعرف الحلال والحرام ولا تفعل ما يؤدي إلى الشك أو الريبة، فحاول أن تخفف من حدة هذه الغيرة؛ لأنها زائدة عن الحد المطلوب شرعا، وحاول نصح زوجتك وتذكيرها بضوابط الشرع وفقط، ولا تكثر من مطاردتها والتشديد عليها حتى لا تنفر منك، فأنت لك الظاهر فقط، ومادامت الأخت مستورة ومحافظة وتعرف ضوابط الاختلاط وحدوده وتتقي الله في نفسها، فحاول أنت أن تقاوم هذه الغيرة، وكم أتمنى أن تقرأ عن الغيرة المحمودة والغيرة المذمومة حتى تعرف مالك وما عليك ولا تهلك نفسك ولا تخسر زوجتك، وهذه المسألة تجدها في الكتب التي تتحدث عن الأسرة وضوابطها.

ولكن حتى وإن لم تجد الكتب، فأقول لك ما دمت أحسنت الاختيار، وراعيت الدين في زوجتك، فلا داعي لإزعاج نفسك بشدة الغيرة، وحاول أن تجعل الأمور طبيعية، وسوف تخف حدة هذه الغيرة مع الأيام كما يحدث مع جميع الرجال خاصة الملتزمين، ولا مانع من الدعاء أن يذهب الله عنك حدة هذه الصفة، وأن تكون غيرتك طبيعية فيما يرضي الله ورسوله.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، وأن يجمعك بأهلك في أسرع وقت؛ لأنه العلاج الذي لا علاج فوقه، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات