شاب تائب إلى الله لكن قريبه يذكره بالماضي

0 385

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت شخصا ضالا فهداني الله فله الحمد، والآن هناك شخص من أصدقائي القدماء مطلع على بعض أسراري - أعمال عملتها قبل أن أتوب إلى الله -، والآن إذا جلسنا في لقاء مثلا أو جلسة جماعية أخذ هذا الشخص يحرجني بأسئلة، مرة بإشارات (بطريقة غير مباشرة)، ومرة أسئلة مباشرة عن أمور فعلتها قبل ذلك، وتلك الأسئلة تحرجني عند الحضور، ويظهر على وجهي التأثر بهذه الأسئلة الخبيثة إن صح التعبير، ويضطرب تنفسي، ويحمر وجهي قليلا عندما يعيد هذه الأسئلة بقصد إحراجي، فكيف أتعامل مع هذا الشخص (مع أنه قريبي)؟ وكيف أتعامل مع نفسي كي لا أتأثر ولا أبالي بما يقول؟!

ولكم جزيل الشـكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والله سبحانه يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، وإذا صدق التائب في توبته وأخلص فأولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات، ورب معصية أورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة أورثت عجبا وافتخارا.

وما يفعله هذا الصاحب معك لا يجوز، وهو أمر خطير عليه لأن الله سبحانه قد يبتليه بما يشمت بك لأجله، فتعوذ بالله من الخذلان، وأما أنت فلن يضرك كلامه، ويمكنك الامتناع عن إجابته حتى يشعر بقيمته، ولا تظن أن الآخرين بغير ذنوب، ولكن هناك من لا زال يخفي العظائم عن الناس ويبارز بها رب الناس، وكان السلف يخافون على من يقابل الناس بما فعلوه لأن الله سبحانه يبتليه، حتى قال بعضهم: (لو سخرت من كلب لخشيت أن يحولني الله إلى كلب).

وإذا كان الرجل من أقربائك، فأرجو أن تزوره منفردا، وتخبره بأن ما يحصل منه يسبب لك الحرج، وأنه محرم شرعا؛ لأنه لا يجوز أن نعير من تابوا بأخطائهم، ولا يجوز أن نذكرهم بذنوبهم، ولكن إذا تذكروها فإن عليهم تجديد التوبة؛ لأن ذلك يغيظ عدونا الشيطان.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يرزقك الثبات والسداد وأن يصرف عنك كيد المخذولين، وأن يتوب علينا وعلى جميع المذنبين.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات