السؤال
أريد أن أعرف تخريج هذا الحديث: ثم يقرأ (الفاتحة) ويقطعها آية آية: (بسم الله الرحمن الرحيم)، [ثم يقف، ثم يقول:] (الحمد لله رب العالمين)، [ثم يقف، ثم يقول:] (الرحمن الرحيم)، [ ثم يقف، ثم يقول:] (مالك يوم الدين)، وهكذا إلى آخر السورة، وكذلك كانت قراءته كلها، يقف على رؤوس الآية ولا يصلها بما بعده وكان تارة يقرؤها: (ملك يوم الدين)، وما دلالة هذا الحديث... هل يفهم منه وجوب الوقف على رؤوس الآي حتى لو اشتد تعلقها ببعضها، مثال ذلك: (ويل للمصلين* الذين هم عن صلاتهم ساهون)، هل يفهم من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقف على كل الآيات في الصلاة وخارج الصلاة حتى لو كانت الآية متعلقة بما يليها تعلقا شديدا مثل المثال المذكور؟
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
الحديث صحيح والفعل لا يفيد الوجوب وإنما يفيد السنية، وأما الآية المذكورة فصرح الجزري والسيوطي بعدم الوقف عندها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث خرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وقد صححه الدارقطني والذهبي والنووي. وليس يفهم منه الوجوب لأنه ليس أمرا وإنما هو فعل يسن اتباعه فيه ولا يجب، ويدل لهذا أن بعض القراء السبعة كانوا يحبون الوقف بحسب المعنى، وبهذا يعلم أنه لا يجب الوقف عند نهاية الآيات ولكنه هو الأولى كما ذكر البيهقي وابن القيم، قال البيهقي في الشعب: ومتابعة السنة أولى مما ذهب بعض أهل العلم بالقرآن من تتبع الأغراض والمقاصد والوقوف عند انتهائها. انتهى.
وأما الآية المذكورة فقد ذكر السيوطي في الإتقان وابن الجزري في النشر أنه لا يجوز تعمد الوقف عندها لما يوهمه من فساد المعنى، وأما هل كان يقف على نهايات الآيات في الصلاة وخارج الصلاة، فإنه أمر محتمل كما تفيده رواية أبي عمرو الداني: كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية...
وراجع الفتوى رقم: 14772، والفتوى رقم: 58864.
والله أعلم.