السؤال
أنا أقرأ برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق، وعند المراجعة أقرأ بالحدر. فهل تجوز قراءة القرآن دون مراعاة المدود، مع الالتزام بأحكام التجويد الأخرى؟ وهل ترك المدود يُعد إثماً؟
أنا أقرأ برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق، وعند المراجعة أقرأ بالحدر. فهل تجوز قراءة القرآن دون مراعاة المدود، مع الالتزام بأحكام التجويد الأخرى؟ وهل ترك المدود يُعد إثماً؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فان الأولى بالتالي أن يحرص على التلاوة بالترتيل والتدبر، فقد قال الله تعالى: وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً [الإسراء: 106]، وقال تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل: 4]. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يقال لقارئ القرآن يوم القيامة اقرأ وارق ورتل، فإن منزلتك تكون عند آخر آية تقرؤها. رواه أحمد، والترمذي من حديث عبد الله بن عمرو.
ويجوز الحدر، وهو إدراج القراءة وسرعتها مع المحافظة على أحكام التجويد.
وأما عن المد؛ فإن قصر المد المنفصل جائز، وقد روي عن ورش من طريق الأصبهاني، كما روي عن قالون، وابن كثير، وأبي عمرو، وأبي جعفر.
وأما المد المتصل؛ فقد اتفق القراء على مده، وإن اختلفوا في مقدار المد الذي يمد به. قال ابن الجزري في النشر في القراءات العشر: فأما المتصل فاتفق أئمة أهل الأداء من أهل العراق إلا القليل منهم، وكثير من المغاربة على مده قدرًا واحدًا مشبعًا من غير إفحاش، ولا خروج عن منهاج العربية...
ثم أفاض في ذكر من نص عليه من العلماء إلى أن قال: فوجب أن لا يعتقد أن قصر المتصل جائز عند أحد من القراء، وقد تتبعته فلم أجده في قراءة صحيحة ولا شاذة، بل رأيت النص بمده؛ ورد عن ابن مسعود - رضي الله عنه - يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ... ثم أسند ذلك إلى مسعود بن يزيد الكندي، قال: كان ابن مسعود يقرئ رجلاً، فقرأ الرجل: إنما الصدقات للفقراء والمساكين مرسلة، فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرأنيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: أقرأنيها "إنما الصدقات للفقراء والمساكين" فمدوها.
هذا حديث جليل حجة ونص في هذا الباب، رجال إسناده ثقات. رواه الطبراني في معجمه الكبير... اهـ.
وللفائدة انظر الفتوى: 304720.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني