الجزع لا يرد ما فات ولا يدفع ما هو آت

0 89

السؤال

أنا أعاني من كآبة شديدة وكلما أريد أن أستمع إلى القرآن أو أصلي يأتي إلى خيالي أفكار سيئة ولهذا أترك الصلاة والقراءة، ومن قبل كنت محظوظة جدا وكنت كلما أدعو بدعاء يستجاب لي حتى أنني كنت سعيدة وأشكر الله دائما على النعمة والجمال الذي أعطاني إياه، ولكن الآن أرى كل الطرق مسدودة في وجهي لا أستطيع أن أدعو ولا أن اقرأ القرآن ولا أصلي كالسابق، وللعلم بأنني أصبت بصدمتين أولا من الشخص الذي أحبه، وثانيا تعرضت لحادثة السيارة وبقيت 3 شهور لم أستطع التحرك من مكاني، الحمد لله شفاني الله، فكيف أخرج من هذه الكآبة ساعدوني، وأسأل الله أن يساعدكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يفرج عنك الهم ويزيل عنك الكرب ويرزقك المحافظة على الطاعات، واعلمي أن الحياة دار ابتلاء وينبغي للمسلم أن يصبر على الابتلاء، فإن عاقبة الصبر خير، والجزع لا يأتي بخير فات ولا يدفع شرا آت، فنوصيك بالصبر وكثرة دعاء الله تعالى بأن يفرج عنك الهم، وعليك أن تستحضري أن هذه الدنيا فانية، وأن ما يقدر الله تعالى للمسلم فهو خير له، قال تعالى: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون {البقرة:216}، ومما نوصيك به أيضا أن تكثري من رقية نفسك بالرقية الشرعية، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء.

واعلمي أن المعاصي قد تكون سببا أساسيا فيما يصيب المرء من هم وغم، فإن كنت ألممت ذنبا فتوبي إلى الله، وقد ذكرت عبارة (الشخص الذي أحبه) فإن كنت تقصدين أنك كنت على علاقة محرمة مع رجل أجنبي عنك فهذه في ذاتها معصية تجب التوبة منها.

وللمزيد من الفائدة راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 97352، 16946، 20939.

ولا يجوز أن تكون هذه الكآبة مانعة لك من فعل الطاعات من تلاوة القرآن والصلوات ونحو ذلك، فإن الطاعة مما تدفع به الكآبة، ونرجو أن لا يكون مقصودك بما ذكرت بالسؤال ترك الصلاة بالكلية فإن تركها كفر عند كثير من أهل العلم، فالواجب الحذر، وراجعي الفتوى رقم: 1145.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات