السؤال
خلق الله الملائكة والجن والبشر، الملائكة هم الخير المحض، والجن أو الشياطين هم الشر المحض إلا لمن شاء الله له الهداية منهم، والبشر منطقة وسطى بين الخير والشر تتنازعهم قوى الخير وقوى الشر وكل يعمل على شاكلته، هل هذا الفهم صحيح أم غير صحيح أرجو الإفادة ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الملائكة أهل خير محض فقد وصفهم الله تعالى بأنهم: لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون {الأنبياء:19}، وقال فيهم: لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.{التحريم:6}، وقال فيهم: وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون. {الأنبياء:26}
وأما الجن ففي كثير منهم الشر؛ ولكن بعضا منهم مسلمون، فقد آمن بعضهم بموسى، وآمن بعضهم بالرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أخبرنا الله في سورة الجن أنهم قالوا: وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا. {الجن:14}
وأما بنو آدم فمنهم مؤمن ومنهم كافر، وفيهم قابلية للخير وللشر؛ كما قال الله تعالى في الإنسان: إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا {الإنسان:3}، وقال تعالى: وهديناه النجدين. {البلد:10}. وقال تعالى: ونفس وما سواها*فألهمها فجورها وتقواها*قد أفلح من زكاها*وقد خاب من دساها.{الشمس10،9،8،7}.
وعلى المسلم أن يبذل ما يستطيع في تنمية قابلية الخير الموجودة في نفسه وفي أمته حتى يزداد مستوى الهداية في حياة المجتمع ويتوب الناس وينيبون إلى ربهم ويسعدون في حياتهم الدنيوية والأخروية .
وراجع في أسباب تنمية وتقوية الهداية في النفوس الفتاوى ذات الأرقام التالية: 30758، 76210 ،39151 ، 15219 ، 93474.
والله أعلم.