الطريق إلى نيل رضا الله والسعة في الرزق

0 288

السؤال

هل عدم الاستقرار في الرزق غضب من الله؟حمدا لله فأنا مسلم يعرف حقوقه الدينية ويحرص عليها مثل الصلاة وخاصة الفجر وكذلك الزكاة و خلافه.ولكنني أعانى في 5 سنوات الأخيرة من عدم استقرار الرزق و القلق المستمر من انقطاعه.لقد قرأت الكثير من فتواكم التي تقول إن الرزق مكتوب والدعاء لن يغير منه. فما هو الطريق لنيل رضا الله عني وعن رزقي؟ملحوظة: أنا أعيش في بلد غير إسلامي و أمتلك بيتا بالقسط من البنك بعد أن حصلت على فتوى محلية بأن هذا مسموح به لعدم وجود بديل للسكن.

الإجابــة

 خلاصة الفتوى:

  عدم سعة الرزق لا يلزم منه عدم رضى الله، والطريق لنيل رضى الله تعالى وسعة رزقه تكون بالاستقامة على طريقه المستقيم وامتثال أوامره واجتناب نواهيه والمحافظة على فرائضه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: قد أفلح من أسلم، ورزق كفافا، وقنعه الله بما آتاه" رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم "من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا" رواه الترمذي وابن ماجه. ولذلك فإن علينا أن نحمد الله على نعمه، ونسأله المزيد من إنعامه والعون على شكره.

فلا داعي للقلق فإن سعة الرزق وضيقه من أقدارالله تعالى كما قال في محكم كتابه {أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون.{الزمر52}

"..وإن الله عز وجل يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه" رواه أحمد وغيره.

 ونيل رضى الله تعالى يكون بامتثال أوامره واجتناب نواهيه والمحافظة على فرائضه قال تعالى في الحديث القدسي "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه.. الحديث رواه البخاري. 

 ومن أسباب سعة الرزق الاستقامة وصلة الرحم وكثرة الدعاء.

ومن أسباب إجابة الدعاء الإخلاص وطيب المطعم وعدم الاستعجال، كما دلت على ذلك نصوص الوحي من القرآن والسنة، وكل ذلك مكتوب لا يخرج شيء منه عن قدر الله، بل هو من قدر الله عز وجل، وتوضيح ذلك أن الله يقدر الأشياء على أسباب يقدرها أيضا، فكما قدر سبحانه الشبع على الأكل، كذلك قدر حصول الرزق بالدعاء، فكل من حصول الرزق والدعاء من قدر الله عز وجل.

وعليه، فلا يجوز أن يمتنع عن الدعاء بدعوى أن الأقدار مكتوبة، كما لا يجوز أن يمتنع عن تناول الدواء بدعوى أن العمر مكتوب، فكل من الدعاء والدواء من الأسباب، وكلها من قدر الله عز وجل، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا لأناس بكثرة الولد، وسعة الرزق، مع أن هذا مما فرغ منه، ومضى به الكتاب.

وممن دعا له أنس بن مالك فقال: اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته" رواه البخاري ومسلم.

 كما دعا لأقوام بالهداية، مع أنها مفروغ منها أيضا فكل ذلك يدل على أهمية الدعاء، وأنه لا تعارض بينه وبين القدر، بل هو من تقدير الله سبحانه وتعالى.

والقضاء -كما قال أهل العلم- نوعان: قضاء مبرم، وهو القدر الأزلي وهو لا يتغير. وقضاء معلق: وهو الذي في الصحف في أيدي الملائكة فإنه يقال: اكتبوا عمر فلان إن لم يتصدق... فهو كذا، وإن تصدق فهو كذا، وفي علم الله الأزلي أنه سيعمل ذلك العمل أو لا يعمله، فهذا النوع من القدر ينفع فيه الدعاء والصدقة.

وهذا ما ذكرناه في فتاوانا ونذكره دائما وهو أن الدعاء يغير القضاء المعلق تجد ذلك في عدة فتاوى منها: 29607،  64404،  69056.

فالمطلوب من المسلم أن يستقيم، وأن يكثر من الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى لينال بذلك سعادة الدارين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات