السؤال
ما هي عقوبة الرجل الذي يصور سيدة في العمل بالكاميرا محمولة على غفلة منها ثم يرسل لها الصور مع جواب يهددها فيه بتحويل الصورة إلى صور عارية ونجاسة على حد تعبيره في الجواب وهذه السيدة تعمل في الشهر تسعة أيام فقط طبقا لقانون عمل مصري وتترك للدولة حوالي 400 جنيه لأنها مريضة وهي تبلغ من العمر حوالي 51 عام فطمع هذا الرجل في هذا المبلغ وكان الغرض من هذا التهديد بأن تلغي القرار وتعود للعمل، ولكن تأتي فقط التسعة أيام ويوقع لها هو باقي الأيام ويأخذ الـ400 جنية حيث إن هذا النصاب شعر أنه أولى بهذه الفلوس، فما هي عقوبته في الشرع والقانون؟
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
الحكم في موضوع عمل السيدة هو النظام المعمول به في البلد، ولا يجوز تصوير الشخص من دون علمه، والعقوبة القانونية في ذلك تختلف باختلاف قوانين الدول، ولا نجاة من المؤاخذة على هذا الفعل في الآخرة إلا باستحلال السيدة من حقها ومغفرة الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
لقد تضمن السؤال ثلاث نقاط هي:
1- كون السيدة تعمل في الشهر تسعة أيام فقط وتترك للدولة حوالي 400 جنيه لأنها مريضة.
2- تصوير السيدة على النحو المذكور، وما صاحب ذلك من تهديد لها...
3- كون الغرض من هذا التهديد أن يأخذ الشخص الـ 400 جنيه لمصلحته الخاصة.
وحول النقطة الأولى: فإن الحكم في موضوع هذه السيدة هو نظام العمل المعمول به في بلدها، فإن كان يسمح لها بالوضع الذي هي فيه كان ذلك مباحا لها، وإن لم يكن يسمح به لها لم يكن يجوز لها.
وحول النقطة الثانية: فإن الشرع الإسلامي وقوانين الدول لا تختلف في منع نشر صور الأفراد إذا كان من شأن نشرها الإساءة إليهم، ولا يخفى ما في التهديد المذكور لتلك السيدة وتصويرها بدون علمها من الإساءة إليها، وإذا انضاف إلى هذا أن الغرض من التهديد هو أن يأخذ الشخص الـ 400 جنيه لمصلحته الخاصة، كان ذلك إثما على إثم، ولا علم لنا بالعقوبة القانونية المحددة لهذا الفعل، خصوصا أن قوانين الدول تتفاوت في العقوبة على ما يرتكب من الجنح والجنايات، وأما العقوبة الدينية فإنها ليست محددة، غير أن مرتكب هذا الفعل قد انتهك حقوق الغير، وتعدى حدود الله، ولا سلامة له من العقاب إلا إذا تاب إلى الله تعالى واستحل السيدة من حقها ونال الغفران من الله.
والله أعلم.