السؤال
ما حكم من يتعمد القيام بذنوب من أجل أن يستغفر الله ؟؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلا شك أن هذا لا يجوز، كما أنه لا يتصور من مؤمن عاقل، ومن عرف حق ربه وقدره وعظمته وجلاله خافه وأحبه ولم يقدم على شيء من معصيته، بل سارع إلى مرضاته والتقرب إليه هذا من جهة.
ومن جهة أخرى فمن أدرى من يفعل ذلك أنه سيمهل حتى يستغفر ويتوب قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون {آل عمران:102} وقال تعالى: وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون {الزمر:54}
وعن ابن مسعود في قوله: { اتقوا الله حق تقاته } قال: أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر.
وقال ابن عباس: هو ألا يعصى طرفة عين.
وفي تفسير ابن كثير: وهو الأمر لهم بالتأهب للموت على الإسلام والمداومة على الطاعة لأجل ذلك.اهـ
وفي تفسير السعدي: هذا أمر من الله لعباده المؤمنين أن يتقوه حق تقواه، وأن يستمروا على ذلك ويثبتوا عليه ويستقيموا إلى الممات، فإن من عاش على شيء مات عليه، فمن كان في حال صحته ونشاطه وإمكانه مداوما لتقوى ربه وطاعته، منيبا إليه على الدوام، ثبته الله عند موته ورزقه حسن الخاتمة.اهـ
والله أعلم.