الله يقبل توبة التائب، فالمخلوق أولى

0 84

السؤال

جئنا من أمريكا من سبعة شهور إلى الإمارات، منذ عدة أيام فوجئت بزوجي يخونني مع واحدة إماراتية وجدت عدة رسائل في الموبايل منه ومنها واجهته بالأمر لم ينكر واعتذر منى واعتبرها لحظة ضعف منه وأقسم لي على المصحف بأنه لن يكلمها مرة أخرى لكنني بدأت أكرهه وأنفر منه ولكنني لا أستطيع أن أنفصل عنه لوجود ولد منه عمره خمس سنوات وهو متعلق بأبيه جدا أنا في غاية الحزن ولا أستطيع فعل أي شيء ولا أقدر على مسامحته أرجوكم ماذا أفعل لكي أنقذ نفسي من هذا الحزن العميق؟ هو الآن يحاول أن يتودد إلي لكن لا أستطيع أن أتجاوب معه لأن ما بيننا كان حبا كبيرا وهو الذي هدمه ماذا أفعل؟ أرجوكم ساعدوني بالمناسبة أنا لم أقصر في حقه وحق بيته وهو يشهد على ذلك وأنا إنسانة متدينة ولا أريد أن أغضب الله وهو عاشرني أمس كزوجة لكنني لم استطع أن أتجاوب معه أعطيته جسدي وبيني وبين نفسي كنت ألعنه وأشمئز منه أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعلى زوجك أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا من مراسلته لتلك المرأة الأجنبية عنه واتصاله بها، وإن كان حصل بينهما خلوة أو مباشرة فذلك أشد إثما وأعظم وزرا، وقد أغناه الله بزوجته عن الحرام فليتعفف بها ولا يتبدل الخبيث بالطيب. وما ذكرت من ندمه على ذلك يدل على صدق توبته وإقلاعه فينبغي أن تسامحيه وتنسي زلته، فالمرء قد يخطئ لكن إن صدق في التوبة فذلك يمحو الزلة والخطأ ولو ترك كل شخص وقع في الخطأ لما استقام أمر لأن الإنسان عرضة للخطأ ولله در القائل:

إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى    * ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه

ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها    * كفى المرء نبلا أن تعد معايبه

وإذا نظرت في الجوانب المضيئة في حياتكما وحرصه على إسعادك والتحبب إليك فإن ذلك حري بأن ينسيك خطأه أو يعينك على ذلك، وينبغي أن تنظري في السبب الذي جعله تتطلع نفسه إلى غيرك، فأحسني التبعل والتجمل له والتودد إليه فذلك مما يعين على حبس نظره عليك وتعففه بك. وللمزيد انظري الفتويين: 21254، 77777.  

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات