ترك صلاة السنة لأجل ضغط العمل

0 346

السؤال

أنا آنسة أعمل في شركة، وأحظى باحترام الجميع ومشكلتي هي أنني في بعض الأحيان يحدث أن يزيد ضغط العمل علي لدرجة أنه لا يسعني أن أتكلم حتى ولو لبضع ثوان وعندما تأتي أوقات الصلاة فإنني أصلي الفروض فقط مع العلم بأنه في الأوقات العادية أصلي السنن أيضا وما أريد أن أعرفه هو هل يجوز ألا أصلي السنن لضيق الوقت نظرا لضغط العمل مع العلم أن بعضا من زملائي مسيحيون والآخرون لا يصلون الصلوات في أوقاتها مما يجعلني أنا المتغيبة الوحيدة عن العمل أمام صاحب العمل. وصلاة الظهر عبارة عن أربع ركعات وقبلها وبعدها ركعتان سنة ، فهل لو صليت الفرض فقط في تلك الأيام يكون ذلك مكروها وهل يجب أن أصلي السنن مهما كانت العواقب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فتارك السنن لا يأثم، ولكنه فرط في خير عظيم، ويوشك من فرط فيها أن يفرط في الواجبات، والسنن هي المكملة لما انتقص من الفرائض.
قال صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت، فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل بها ما انتقص من الفريضة؟، ثم يكون سائر عمله على ذلك" رواه الترمذي عن أبي هريرة.
قال الإمام العراقي في شرح الترمذي: (يحتمل أن يراد به ما انتقصه من السنن والهيئات المشروعة فيها من الخشوع والأذكار والأدعية، وأنه يحصل له ثواب ذلك في الفريضة، وإن لم يفعله فيها، وإنما فعله في التطوع، ويحتمل أن يراد به ما انتقص أيضا من فروضها وشروطها، ويحتمل أن يراد ما ترك من الفرائض رأسا، فلم يصله، فيعوض عنه من التطوع). انتهى.
فعليك أن تحرصي على السنن، والعبادة باب رزق، وسبيل إلى رضى الرحمن، ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه، وأرضى عنه الناس.
ثم نذكرك بأن علاقاتك في عملك يجب أن تكون وفق الشرع، فلا يجوز الخضوع بالقول، لأنه باب فتنة قال تعالى: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا) [الأحزاب:32].
وكذلك الخلوة بالأجنبي محرمة تحت أي مبرر كانت من عمل أو زمالة، أو غير ذلك.
وفي الحديث: "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم، فقال رجل: يا رسول الله، إني أريد أن أخرج في جيش كذا وكذا، وامرأتي تريد الحج. فقال: اخرج معها" رواه البخاري عن ابن عباس.
وانظري عن حكم العمل المختلط الأجوبة التالية أرقامها: 1734، 522، 7550.
ونسأل الله لك التسديد والتوفيق إلى ما يرضيه. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة