السؤال
أرجو أن تتسع صدوركم لي. أنا كنت في صغري ملتزما أداوم على الصلاة وحفظ القرآن .وقد استطاعت جماعة من الإخوان أن تضمني إليها .ولكنني لما التحقت بالجامعة فسدت أخلاقي و ارتكبت المعاصي . ولم يكلف أحد من الجماعة نفسه لإنقاذي من الضياع.
الآن سيدي عمري 35 سنة، تبت إلى الله عز و جل، وأعكف على حفظ القرآن الكريم و على الطاعات، فهل أعتبر خائنا حيث انسحبت من جماعة الإخوان.و هل يقبل الله توبتي. وهل أستطيع حفظ القرآن في هذه السن .أفيدوني أرجوكم و جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنهنئك أولا على ما من الله تعالى به عليك من التوبة ونسأله سبحانه أن يعيننا وإياك على الثبات على الحق، ونوصيك بالحرص على وسائل الثبات والحذر من وسائل الزيغ والضلال.
وراجع الفتوى رقم: 1208.
واعلم أن رحمة الله واسعة، ومغفرته لا يتعاظمها ذنب فهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، فلا تقنط من رحمته ولا تيأس من روحه.
وراجع الفتوى رقم: 1882.
وأما انسحابك مما أسميته جماعة الإخوان فلا يعتبر خيانة، ولكن من جهة العموم ينبغي أن تحرص على مصاحبة الأخيار عموما، ولا يحملنك تقصير بعض إخوتك الصالحين تجاهك على البعد عنهم، فقد يكون هذا مدخلا للشيطان ليفسد علاقتك بهم وبالتالي يسهل عليه إفساد دينك.
وأما بخصوص حفظ القرآن فما زلت في سن يمكنك فيه حفظ القرآن بكل سهولة بل لا ينبغي أن تتقاعس عن حفظه بإذنه سبحانه، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 3913.
والله أعلم.