السؤال
أرجو التوضيح لمعنى السنة الحسنة وكيف نفرق بين السنة الحسنة والبدعة، أرجو الإفاضة في توضيح الفرق لأن هناك خلطا كبيرا وتداخلا بين كلا المفهومين؟ جزاكم الله خيرا.
أرجو التوضيح لمعنى السنة الحسنة وكيف نفرق بين السنة الحسنة والبدعة، أرجو الإفاضة في توضيح الفرق لأن هناك خلطا كبيرا وتداخلا بين كلا المفهومين؟ جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
والجواب على هذه الشبهة كالآتي:
الأول: لو كان هذا الفهم صحيحا لكان هذا معارضا لقول النبى صلى الله عليه وسلم: كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. رواه الترمذي بإسناد صحيح من حديث العرباض بن سارية، فإن كلمة "كل" من ألفاظ العموم التي تدل على أن جميع المحدثات بدعة ضلالة، فكيف يقول هؤلاء: بل منها ما هو حسن؟!
الثاني: أن معنى السنة الطريقة، فهناك طريقة حسنة، وأخرى سيئة، ولا شك أن الطريقة الحسنة هي الموافقة للشرع، والطريقة السيئة هي المخالفة للشرع، ومحدثو البدع كيف يحكمون على بدعهم أنها حسنة، فهل جاءوا بمثل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
الثالث: أن هذا الحديث له سبب وبه يتبين المراد: ملخصه أن جماعة من الفقراء قدموا المدينة فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ما بهم من الفاقة أمر الناس بالصدقة، فجاء رجل بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، ثم تتابع الناس حتى اجتمع كومين من طعام وثياب، فتهلل وجه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: من سن فى الإسلام سنة حسنة .....إلخ. الحديث، فسبب ورود الحديث يدل على أنه لم يقصد البدع التي يحدثها الناس، ولكنه فهم أن السنة الحسنة هو ما فعله الصحابي حيث سارع إلى الصدقة فتتابع الناس، ولا سيما أن الصدقة كانت موجودة قبل ذلك؛ فمن أحيا سنة من سنن الإسلام ودعا إليها فله هذا الأجر، وهذه هي السنة الحسنة، وأما من اخترع شيئا لم يأذن به الله ولم يأت تشريعه عن النبي صلى الله عليه وسلم فهذه هي البدعة، وكلها ضلالة والعياذ بالله، أسأل الله أن يجعلنا من المتمسكين بالسنة، المحاربين للبدعة.
والله أعلم.