السؤال
هل تؤثر الأعمال والحجب في قطع الفرح عن بيت معين؟ أعني أنه كلما أرادت عائلة يهمني أمرها أن تزوج أحد أفرادها وتدخل الفرحة بيتها يموت أحد المقربين وحصل هذا مع الأفراد الأربعة جميعهم الذين تزوجوا .. أم أن هذا قدر العائلة وعليهم أن يقبلوا؟
الناس أصبحت تتشائم عندما يقترب عرس أحد أفراد هذه العائلة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان، فلا يصح إيمان عبد حتى يؤمن بالقدر، وعليه فمن الواجب أن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. روى أبو داود في سننه أن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال لابنه: يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة، يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من مات على غير هذا فليس مني.
والنصوص المخبرة عن قدر الله الآمرة بالإيمان به كثيرة، فمن ذلك قوله تعالى: إنا كل شيء خلقناه بقدر {القمر:49} وقوله أيضا: وكان أمر الله قدرا مقدورا {الأحزاب:38} وقوله أيضا: ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا {الأنفال:42} إلى غير ذلك من الآيات.
وروى مسلم في صحيحه عن طاووس قال: أدركت ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: كل شيء بقدر قال: وسمعت عبد الله ابن عمر يقول: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس.
وعليه، فكل ما أصاب تلك العائلة هو من القدر المحتوم لها، سواء كان سببه تأثير السحر أم لا، وهذا لا يتنافى مع ما ينبغي للمرء أن يأخذ به من أسباب تحصين نفسه من الرقى الشرعية والمحافظة على الأذكار والأدعية فإن ذلك هو سلاح المؤمن.
وقد اختلف أهل العلم في تحقيق القدر الذي يمكن أن يبلغه تأثير السحر في المسحور والذي لا خلاف فيه أن من تأثير السحر الذي يبلغه هو التفريق بين الرجل وزوجته والمرض الذي يصيب المسحور من السحر والذي قد يترتب عليه الموت وما أشبه ذلك.. فقد دل على هذا النوع القرآن والسنة.
والله أعلم.