كيف تتوب توبة مستوفية لأركانها

0 120

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة موظفة في شركة وقد أرتبط بزميل، هذا الزميل تقدم لخطبتي في يوم ما ولكن لم يتم الزواج بسبب اعتراض والده على شيء ما، شيء تافه جدا (أبوه كان يريد أن يشرب سيجارة عندنا في البيت وأبي كان متعب ومعترض وهو مصمم وماما عامله عملية قلب مفتوح فوالدي قال له ممكن على باب الشقه وخصوصا أن العمارة التي نحن بها ملك فوالده اعتبر هذا طرد من البيت وأن أحنا ناس ليس عندنا ذوق)، علما بأن والد الشاب الذي ارتبط بي هو معترض لابنه على كل شيء وابنه يعلم ذلك وقد كان سببا في فشل زواج ابنه من قبل من فتاة أخرى، المهم أن الموضوع رجع مرة ثانية، وبعد فترة طلب مني الشاب أن نتزوج في السر على يد مأذون، أنا رفضت وقلت له حرام لابد أن يفرح أبوك بك، وأنا لا بد أن يكون أهلي موافقين، فهم لم يعلملوا شيئا حتى أعمل معهم مثل هذا الفعل، ودعوت ربنا أنه يأتي بموافقه أبيه، وبالفعل تمت، وفي يوم كتب كتابي أبوه وأنا عند الكوافير وبعد حجز المأذون اعترض على القائمة وأخذ ابنه ومشى من عندنا ورجع بعدها ابنه وقال لي إنه آت لوحده من غير أبيه، قلت له موافقة ولكنه قال إن أباه حلف على أمه بالطلاق لو تقدم لي ثانيا (هيطلق أمه)، وبعدها قال لي أنا سأنتظر لما أبي يهدأ، ساعتها أنا كنت محبطة لأني قلعت فستان فرحي، وأكثر من مرة انكسرت فرحتي، المهم أني قبلت منه، وفي يوم كنا لوحدنا في الشركة وضعفت معه وقبلني وحضنني، وأنا جريت وتركته واستغفرت ربنا، وقدمت الاستقاله من الشركة وكنت أدعو ربنا أني أمشي وأن ربنا يرزقني بشركة ثانية، وبعد ما ذهبت بالفعل في شركة ثانية لقيت نفسي في يوم وليلة أرجع لشركتي القديمة، مع العلم بأني والله العظيم لم أكن أريد أن أرجع هناك، وكذلك رجعت له هو كذلك، وفي أول يوم للرجوع أنا حسيت أني واحدة ثانية، الشركة لم يكن فيها أحد وقبلني وحضنني، وأنا كنت واعية للذي يحصل بيننا وانتهي الأمر على أني أخطأت معه في الشركه، لكن الجزء الأسفل لم ينكشف عليه، ولكن عورته اكتشفت علي وعورتي من أعلى، وبعد أن انتهى الأمر فقت لنفسي جدا وندمت وأنا حاليا لا أعرف ماذا أعمل كي أرجع مثل ما كنت إنسانة نظيفة، أنا كنت أقوم الليل وكنت متدينة جدا وكنت أعتكف في رمضان، والله طول عمري الناس معجبون بأخلاقي وبتديني وبقربي إلى الله، وعمري ما دعوت على السجادة غير( بيا رب معملش الزنا ولا أعمل الحرام) والله كان حلمي أني أكون زوجة محترمة، فكيف لي أن أسترجع ما كنت عليه لأني نادمة وأحس بأني أغضبت الله وأخطأت في حق أهلي، وخسرته هو لأنه من المؤكد اني نزلت من نظره.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي فهمناه من السؤال هو أن الكتاب لم يكتب بينك وبين خطيبك، وإذا كان الحال كذلك فاعلمي -رحمك الله- أن ما حدث منك هو بسبب الاختلاط بين الرجال والنساء، وهذا من الفتن التي كثرت وفشت في زماننا، فلا يحل هذا الاختلاط سواء في العمل أو في المواصلات أو بين الأقارب من غير المحارم، فإن الاختلاط لا يجني الناس من ورائه إلا الهلاك، وأقل هذه المفاسد أنه يذهب بحياء المرأة، ثم الوقوع في المحرمات، فكم كان الاختلاط سببا لفساد البيوت، ولانتشار الفواحش، وهذا يسخط الله ويوجب عقابه بأنواع العقوبات، وانظري لذلك الفتوى رقم: 19010.

والواجب عليك الآن أن تتوبي إلى الله عز وجل، وأن تبتعدي عن مواضع الشبهات، ومواضع الفتن حتى لا يجرك الشيطان إلى مخالفة أوامر الله، واعلمي أن الله غفور رحيم، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، وأن الله لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، قال الله تعالى: وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون {النور:31}، وقال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم  {الزمر:53}، فتوبي إلى الله توبة مستوفية لأركانها وذلك بالندم على فعل الذنب، والإقلاع عنه فورا والابتعاد عن أسبابه التي أوقعتك فيه، والعزم الأكيد ألا تفعلي ذلك مرة أخرى، فإن تحقق ذلك، فقد قال الله تعالى: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى {طه:82}، وعليك أن تتجنبي الخلوة بالأجنبي، أو وضع الحجاب أمام الرجال الأجانب.

 أسأل الله لي ولك ولجميع المسلمين التوبة والهداية والثبات على الحق حتى نلقاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات