السؤال
أنا فتاة خطبت لشاب منذ عام أعجبني تدينه واشترطت عليه أن يتقى الله في وقبلت حياة الريف معه وتنازلت عن الكثير في سبيل أن أتزوج من رجل يتقى الله ويخافه في كل شيء لتأسيس أسرة مسلمة بمعنى الكلمة وليس في البطاقة فقط. وفى الخطبة أحسست أنه لا يستطيع التحكم في نفسه ولا يستطيع إعفاف نفسه وخوفا على نفسي ونتيجة إصراره ورغبته الملحة واجهته بخجل عن إحساسي وأخبرني أن هذا ليس طبعه ودون إرادته وأنه يعذب أكثر منى وأنه لو يبحث عن هذا فما أكثره هذه الأيام وأنها هانت وسيجمع الله بيننا في خير ولكنى غير مقتنعة وأحس أنه يقول هذا لأنه لم يستطع معي شيئا وأنا أفكر جديا في فسخ الخطبة لهذا السبب خوفا على ديني و على نفسي وأخاف أن أكون ظالمة له أو أتبتر و أجحد نعمه الله لي علما إنه يقول إنه يحبني هل إذا فسخت الخطبة أكون ظالمة له أو أكون جاحدة لنعمة الله؟ أفيدوني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت في حرصك على أن يكون زوجك متقيا لله، فإن ذلك هو أهم ما ينبغي للفتاة المسلمة أن تحرص عليه؛ فإن صاحب الدين إن أحب المرأة أكرمها، وإن كرهها لم يظلمها.
وفي خصوص ما سألت عنه، فالخطبة إنما هي وعد بالزواج، ولا حرج على أي من الخطيبين في فسخها ولا شيء في ذلك.
ولكن ما ننصحك به هو أن تنظري في الأمر ولا تتعجلي فيه، فإن كان هذا الشاب مرضيا في دينه وأخلاقه فالأفضل أن تقبليه زوجا؛ لما ورد في الحديث الشريف حيث قال صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وغيره.
وليس من شك في أن قوله: إنه لو يبحث عن هذا فما أكثره هذه الأيام... ليس حجة في الإقدام على المعصية، فإن كثرة أصحاب المعاصي لا تدفع ولا تخفف عن أمثالهم العذاب، كما قال سبحانه وتعالى: ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون {الزخرف : 39}.
فاستشيري أهل الرأي في ذلك واستخيري الله، وقد تجدين فيه الزوج التقي كما أردت، وكما كنت تتصورين.
وعلى أية حال، فإنه لا ظلم في رفض خطبته إذا تقرر منك ذلك.
والله أعلم.