من وسائل تفريج الكرب عن المظلوم

0 122

السؤال

طول لي صديقة هذه قصتها وطلبت العون من الله أولا ثم مني.
هذه الفتاه تزوجت وهي صغيرة (16 سنة ) وكان الزواج مفروضا عليها من قبل والدها ضمن صفقة تجارية!! وباختصار كان زوجها مثالا للسوء حيث كان لا يأتيها إلا بعد أن يضربها أو يجعلها تشرب!! وكثير السفر ولا يخرجها من البيت وقطع عنها جميع وسائل الاتصال، استطاعت أن تصل إلى أهلها في إحدى سفراته وأخبرتهم بالذي يحدث لها فقالوا لها إن هذا أمر طبيعي وهذا هو الذي يحدث بين الزوجين أصلا!!! وأعادوها للبيت قبل أن يعود, لهم أهداف تجارية. حملت منه وأنجبت فتاة.
وفي يوم من الأيام وكان الزوج مسافرا جاء والد الفتاة إلى بيتها وضربها وأخذها إلى البيت، وبعد فترة من الضرب والحبس في البيت أيضا جاء الوالد لها بورقة الطلاق (الحمد لله تخلصت من الزوج) ولكن المصيبة هي أن ذلك الزوج كان قد أخبر والد الفتاة المسكينة أن ابنته غير سوية ولها الكثير من العلاقات المشبوهة واتصالات مع رجال آخرين والأدهى والأمر أنه قال إن الطفلة الصغيرة ليست منه!
صديقتي هذه صابرة عمرها الآن 21 سنة ولها 3 سنوات في بيت والدها كلما دخل عليها ضربها أو هزرها أو نظر إليها بتقزز هي وابنتها, وكان يقول (كثر الله خيري خليتك في بيتي وأكلتك أحسن أكل وشربتك أحسن شرب ولا ناقصك شيء!!!)
حاولت بالكثير من الطرق أن توضح الأمر لأهلها, لكن الأب يرفض التصديق نهائيا والأم غير مكترثة، والإخوة الذكور(2) لا يهمهم سوى المال وتجارة والدهم، أختها الوحيدة هي العون الوحيد لها بعد الله ولكن لا صوت لها ولم تستطع فعل شيء.
أخبرتها بأن تذهب إلى الشرطة أو هيئة الأمر بالمعروف ولكنها ترفض وتخاف وتقول إنه لا يوجد من يعينها لا من قريب ولا من بعيد.
أين عطف الوالد أين حنان الأم أين عون الإخوة أي حياة هذه؟ أين الصدق؟ أين الحق؟ أين الإنصاف؟
ما الحل أيها العقلاء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الواجب على ولي المرأة أن يتقي الله فيمن يزوجها به، وأن يراعي خصال الزوج، فلا يزوجها ممن ساء خلقه، أو ضعف دينه، أو قصر عن القيام بحقها، ومن قصر في اختيار الزوج لابنته فإن الله سائله؛ لما ثبت في الحديث: إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ ذلك أم ضيع. ولا شك أن تزويج المرأة ممن ساء دينه ضياع لهذه المرأة، كما هو الحال في رسالتك المليئة بالأسى والحزن، أسأل الله أن يفرج همها وأن يكشف كربها.

ونقول لهذه الأخت: اصبري واحتسبي، فسيجعل الله لك مخرجا، فإن هذه الدنيا مليئة بالأحزان والآلام، ولكن المؤمن يثق دائما بالله وأن العاقبة للمتقين، قال تعالى: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم {البقرة: 216}

وفيما يلي إليها بعض هذه النصائح لعل الله أن يجعل فيها فرجا:

(1) عليها بكثرة الدعاء، في صلواتها وخاصة في جوف الليل. قال تعالى: أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء {النمل:62}  

(2) عليها أن تكلم أمها وتقترب منها معنويا وتقنعها بظلم هذا الزوج وإساءته لها وبراءتها مما اتهمها به حتى تقوم هي بدورها في إعلام الأب بذلك.

(3) فإن لم تفلح هذه المحاولة، فلتحاول مع أعمامها إذا كان بينهم وبين أبيها ود حتى يمتنع عن هذه الإساءة.

(4) لتحاول بوساطة الأخوات الصالحات أن يبحثن لها عن زوج صالح تقر به عينها.

ونسأل الله أن يفرج همها وأن يزيل كربها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات