حكم الجلوس مع الخطيبة عند الحاجة

0 273

السؤال

كنت أرسلت إليكم السؤال رقم (2194077) ثم أحلتموني علي فتاوى أخرى لكن لم تشف لي غليلا ولم أجد فيها ما أريد فهي تتعلق بنقطة واحدة فقط في السؤال ، وها أنا أعيد عليكم السؤال فأرجو الاهتمام وعرض سؤالي علي لجنة الفتوى، ومعذرة لأني أثقل عليكم .
خطبت أختا فاضلة ذات دين وخلق والحمد لله منذ أكثر من عشرة شهور وأمامنا علي الأقل سنة لإتمام الزواج إن شاء الله تعالي، ونحن نعلم أنه لا يجوز أن يجلس الخاطب مع خطيبته قبل العقد لأنه مازال أجنبيا عنها، والمشكلة أن أهلها لا يريدون أن أعقد عليها إلا قبل الزواج بمدة قصيرة ( أسبوع أو أقل)، فماذا أفعل خاصة أنه إذا لم أذهب لأزورهم وأجلس معها كعادة أهل بلدنا على الأقل كل أسبوع يظنون بي سوءا و أنني متشدد ، وهذا مما يخافون منه وقد يؤدي إلى فسخ الخطبة، والجلوس عادة يكون في مكان مفتوح بحيث يرانا الداخل والخارج من محارمها، فماذا نفعل هم لا يريدون العقد الآن ( خاصة أنني كنت قد خطبت قبلها وكنت عاقدا لكن لم يحدث نصيب فهم يخافون أيضا إذا عقدت أن يحدث كما حدث لي مع خطيبتي السابقة )، ويريدوني أن أذهب وأجلس معها وإلا فسخت الخطبة؟؟ مع العلم بأن خطيبتي ملتزمة وذات دين وفيها من الخير الكثير والحمد لله أسأل الله أن يبارك لي فيها وأن يحفظها لدينها، أرجوكم نحن في قلق وأرق شديدين، أسأل الله أن يجزيكم عنا خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه مما يؤسف له ويحزن ما انتشر في بعض بلاد المسلمين من شيوع الجلوس مع الخطيبة والخلوة معها وكأن العقد قد تم، مع أن الشارع إنما أجاز من الخطيبة ما أجازه من النظر إلى وجهها وكفيها وما تدعو الحاجة إليه منها للمصلحة الراجحة في ذلك، وإلا فإن الخطيبة كغيرها من الأجنبيات لا يجوز النظر إليها ولا الخلوة بها والحديث معها إلا في نطاق ضيق، وأي عرف خالف هذا وترتبت على التمسك به مخالفة أمر الله عز وجل فإنه يجب أن يترك ويقضى عليه، لكن بما أن السائل قد ذكر أن خطيبته ذات دين وخلق وهو راغب فيها فإننا ننصحه بأن يتعامل مع هذا الموضوع بحكمة ورفق، فإذا لم يقنع أهلها بالتعجيل بالعقد فليحاول زيارتهم في وجود محارمهم، ولا بأس إذا كانت خطيبته موجودة إن ظن أن هذا النوع من الزيارة قد يرضيهم، أما إذا لم يرضوا إلا بزيارة يترتب عليها الخلوة أو كونها على حالة غير لائقة فلا يجوز طاعتهم في ذلك ولا الإذعان لهم فيه، إذ لا طاعة في معصية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة