السؤال
والدي توفي منذ فترة ومنذ وفاته وأنا حزينة جدا طبعا لا أعتراض على حكم الله عز وجل وأعلم تمام العلم أن أجله انتهى رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان. المشكلة التي تؤرقني دوما أنه لم يكن ملتزما بالصلاة تمام الالتزام! كان دائما يريدنا أن نصلي ونرتدي الحجاب ويتصدق وكل الصفات الرائعة كان يتحلى بها, وإلى الآن لم أقابل شخصا لم يحب والدي, عندما توفي بكاه الكثيرون لشدة عطفه وحنانه لكل من حوله حتى مدارس القرية أغلقت في ذاك اليوم الحزين والله بكته المرأة ذات التسعين والطفلة ذات الخمسة أعوام! وحتى إنني لا أنسى هيأته عندما أحضروه وهو متوفى وكانت البسمة تعلو شفتيه كما كانت في حياته أمضى حياته مسافرا لكي يؤمن لنا مصاريف الحياة وكانت آخر دعوة له وهو في بلاد الغربة أن يرانا أنا وإخوتي ولو6 أيام وبالفعل عاد من السفر وفي اليوم السادس أصيب بجلطة ونقل للمستشفي ومكث فيها 21 يوما, وباليوم الذي عاد فيه إلى المنزل توفي بجلطة أخرى! مات بسرعة ولم يعاني أبدا بل نزلت منه دمعتان وعرق جبينه ثم شهق وتوفي كل ذلك بأقل من لحظات! أذكر أنه كان أحيانا يصلي وهو على فراش الموت وكان يدعو الله أن يرد عافيته ليأخذنا رحلة جماعية لأداء العمرة والحج! لكن للأسف مات قبل ذلك! منذ وفاته وإخوتي ملتزمون بالصلاة الحمد لله! سؤالي يا أخي الكريم هو واعذرني على الإطالة ولكن لا أستطيع أن أذكر اسمه دون أن أتذكر جميع مواقفه الرائعة! ماذا افعل لكي أرتاح من التفكير بمصيره؟؟ ماذا افعل له؟ ليتني أستطيع أن أصلي عنه؟ في كل أسبوع نقتسم أنا وأخواتي والوالدة أجزاء المصحف الكريم ونقرأها حتى نتم الختمة كاملة في كل أسبوع ونوهبها لروحه! أكتب لكم والألم يعتصر فؤادي وأنا خائفة عليه وعلى جميع أهلي أتمنى أن يجمعنا الله به بالجنة, وهذا هو الأمل الذي أحيا عليه منذ وفاته! كيف أبر والدي بعد وفاته؟هل يغفر الله له؟هل يحاسب بنيته لا بعمله؟ لقد كانت نيته التوبة وقد كان آخر كلامه قبل وفاته كلمة الحمد لله أرجوكم ساعدوني!