حرمة النظر إلى الحرام وفوائد غض البصر

0 344

السؤال

هل كلما شاهدت مشاهد جنس أو مشاهد مثيرة يجب أن أقوم بالغسل أم يكفي الوضوء وكيف أفعل لأتخلص من شهواتي ومن الرغبة في التفرج على مشاهد الجنس٠ ساعدوني أرجوكم لأن حالتي أتعبتني كثيرا وأنا لا أريد أن يغضب علي الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالنظر إلى المشاهد الجنسية محرم، وفاعله متعرض لسخط الله، فقد قال الله عز وجل: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها  {النور30-31}.

ومن أعظم الحبائل التي يستدرج الشيطان بها بني آدم أن يفتح عليهم أبواب النظر إلى ما حرم الله، وقد روي عن النبي صلى الله عليه سلم أنه قال: النظرة سهم مسموم من سهام إبليس.

ونحن نسوق لك كلاما نافعا للعلامة ابن القيم رحمه الله إذا أعطيته حقه من التأمل سهل عليك بإذن الله مجاهدة نفسك في ترك الشهوات، وتحصيل مرضاة رب الأرض والسموات.

 يقول في الداء والدواء: النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، ومن أطلق لحظاته دامت حسراته، وفي غض البصر عدة منافع منها :
1- أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده. قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون .

2- أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه إلى قلبه .
3-
أنه يورث القلب أنسا بالله وجمعية عليه ، فإن إطلاق البصر يفرق القلب ويشتته وبيعده عن الله..
4-
أنه يقوي القلب ويفرحه كما أن إطلاق البصر يضعف القلب ويحزنه.

5- أنه يكسب القلب نورا، ولهذا ذكر الله سبحانه آية النور عقيب الأمر بغض البصر، فقال تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم .. ثم قال إثر ذلك: الله نور السماوات والأرض.  
6-
أنه يورث فراسة صادقة يميز بها بين الحق والباطل، فالله تعالى يجزي
العبد على عمله بما هو من جنس العمل، فإن غض بصره عن محارم الله عوضه الله بأن يطلق نور بصيرته ويفتح عليه باب العلم والإيمان والمعرفة والفراسة الصادقة.
7-
أنه يورث القلب ثباتا وشجاعة وقوة ..
8-
أنه يسد على الشيطان مدخله الى القلب فإنه يدخل مع النظرة وينفذ معها الى القلب أسرع من نفوذ الهواء في المكان الخالي.
9-
أنه يفرغ القلب للفكرة في مصالحه والاشتغال بها.
10-
أن بين العين والقلب منفذا وطريقا يوجب انفصال أحدهما عن الآخر، وأن يصلح بصلاحه ويفسد بفساده فإذا فسد القلب فسد النظر وإذا فسد النظر فسد القلب، وكذلك في جانب الصلاح. انتهى .

 وانظري أيضا الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2862، 17070، 26620، 27402.

وعليك بالاجتهاد في الدعاء فإنه جالب لكل خير ودافع لكل شر، وأما بالنسبة للغسل فهو لا يجب إلا إذا خرج المني كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 23260.

 وإذا لم يخرج المني وخرج المذي فالوضوء واجب اتفاقا، وإذا لم يخرج شيء فإن الوضوء مستحب، وقد بينا استحباب الوضوء عقب الذنب في الفتوى رقم: 113820.

والله أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات