السؤال
أنا موظف في أرامكو في إدارة المشاريع وعملي لا يرتبط ولا يعطل مصالح الآخرين في بعض الأحيان لا يوجد ذلك العمل الضروري الذي يجب علي إنهاؤه في نفس اليوم و بإمكاني تأجيله فيكون عندي مجال لمطالعة الإنترنت أو الذهاب باكرا بساعة إلى البيت فهل يجوز لي ذلك مع العلم أنني بعض الأحيان احضر إلى العمل أو أعمل أشياء للشركة في وقتي الخاص وليس مطلوبا مني، وإذا كان لا يجوز لي ذلك فهل هذا سبب لعدم استجابة الدعاء؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحكمك حكم الأجير الخاص، ويجب على الأجير الخاص أن يلتزم الدوام المحدد له ولا يجوز له أن يخالف الدوام إلا بإذن جهة العمل أو المدير المخول بالإذن، كما أن الأجير الخاص لا يجوز له أن يصرف الوقت المتعاقد عليه في غير صالح الشركة إلا بإذن جهة العمل أو المدير المخول بالإذن، وكون العمل الذي تكلف به يمكن تأجيله لا يبيح لك أن تصرف الوقت في غير صالح الشركة لأن عمل الشركة مقدم على غيره، ولأنك لا تدري ما يعرض لك، فإذا أنهيت عمل
الشركة فلا حرج عليه بعد ذلك في صرف الوقت في المباحات ما دمت قد سلمت نفسك لصالح الشركة خلال المدة، ولا بأس للموظف أن يستخدم من أدوات العمل ما لا يتأثر ويتغير بالاستخدام، ومن ذلك استخدام الإنترنت إذا كان مجانا، والأولى أخذ الإذن من جهة العمل بذلك فهو أحوط وأبرأ.
ولمزيد الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى الآتية أرقامها: 35288، 67820، 102455، 102816، 111291.
وفي خصوص ما إذا كان التفريط في العمل من أسباب عدم إجابة الدعاء فلا شك أن التفريط في العمل يؤدي إلى أن يأخذ الإنسان أجرا لا يستحقه فيكون قد أكل مالا حراما، وأكل الحرام من أسباب عدم الإجابة وفي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم } ، وقال : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك.
وراجع في شروط إجابة الدعاء الفتاوى الآتية أرقامها: 2395 ، 11571 ، 23599.
والله أعلم.