السؤال
اكتشفت بالصدفة أن زوجتي تشاهد الصور والأفلام الفاضحة عل النت فماذا أفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإنه لا خلاف في حرمة رؤية الصور الإباحية والأفلام الخليعة، وذلك لما فيها من فساد للأخلاق وإشاعة للفاحشة التي حرم الله تعالى. قال جل وعلا: إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة {النور:19}. كما أن تلك الصور من الأمور التي أوجب الله على المؤمنين والمؤمنات أن يغضوا أبصارهم عنها، قال سبحانه وتعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن {النور: 30- 31}. فالواجب عليك هو أن تنصح لزوجتك وأن تعلمها بحرمة مشاهدة هذه الصور، ثم عليك أن تبحث عن الأسباب التي دعتها لهذا الفعل، فإن هذا الفعل ولا شك ناتج عن خواء إيماني كبير فإن القلب المشغول بالله العامر بذكره لا يمكن أن يقرب هذه المنكرات، فراجع نفسك في قوامتك على زوجك ورعايتك لها، فقد أمرك الله سبحانه بتأديبها وتقويمها وتعليمها فقال سبحانه: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون {التحريم:6}. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع ومسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية ومسؤولة عن رعيتها... متفق عليه. فزوجتك من رعيتك وهي أمانة عندك وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من تضييع الأمانة فقال: ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. رواه مسلم. ثم ننصحك أن تعمل على غرس امرأتك في بيئة صالحة من أزواج أصدقائك وجيرانك الصالحات القانتات لكي يعينوها على طاعة ربها ويأخذوا بأيديها إلى القيام بأوامره وترك نواهيه. ثم راجع نفسك بعد ذلك فيما يخص أمور الفراش والمعاشرة فلعل تقصيرك في ذلك هو الذي دفع زوجتك للولوج إلى مشاهدة هذه الفواحش. وفي النهاية أكثر من الدعاء لها بالهداية والحفظ من شياطين الإنس والجن فرب دعوة واحدة صالحة تفتح لها أبواب السماء يغير الله بها الأحوال. والله أعلم.