السؤال
أنا شاب أحرص على الصلوات الخمس في المسجد وأحرص على الأذكار وقراءة القرآن على قدر ما وفقني الله إليه، وفي حاجة ماسة جدا جدا إلى الزواج لأحصن نفسي حيث إنني ابتليت بممارسة العادة السرية أحيانا ولكنني متردد في الإقبال على الزواج ابتداء من الخطبة لأسباب ثلاثة أولها وهو ما يقلقني جدا أنني أعمل في بنك ربوي لأنني لم أجد عملا آخر، والثاني أنني أرغب في فتاة أحسبها ذات دين وخلق لا تربطني بها أية علاقة مهما كانت ولكن أعرف ذلك من أهلها وكونها تسكن معي في قرية واحدة لكنها تدرس في الجامعة في بلد يبعد عن بلدنا 500 كلم ولا زالت في السنة الثانية أو الثالثة، والسبب الثالث هو أنني أرى أنه يجب علي أن أتمم دراستي أي الماجستير قبل أن أتزوج، فانصحوني جزاكم الله خيرا ماذا أفعل هل أبادر بالخطوبة وبعدها الزواج أم أستسلم لهذه الأسباب؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فابتداء لا يجوز لك العمل في البنك الربوي ويجب عليك فورا تركه والبحث عن عمل آخر مباح، وقد بينا حكم ذلك بالتفصيل في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 110851، 7011، 25004.
فإن كنت مضطرا للعمل في البنك وتوفرت ضوابط الضرورة لمثل هذا العمل فإنه يجوز لك ذلك مع السعي الحثيث لإيجاد عمل بديل، وراجع ضوابط الضرورة في الفتوى رقم: 101803، والفتوى رقم: 6501.
أما ما ذكرت من كونك تحتاج للزواج بصورة ملحة، ففي هذه الحالة لا يكون عملك في الربا مانعا من الزواج، بل هو واجب عليك، وهذا ما نص عليه فقهاء المالكية.
جاء في إرشاد السالك إلى أشرف المسالك: وقد يجب إذا خشي المسلم على نفسه الزنا ولو أدى الزواج إلى إنفاق الزوج على زوجته من حرام أو أدى إلى عدم الإنفاق عليها ارتكابا لأخف الضررين. انتهى.
أما بالنسبة لإكمال الدراسة بالنسبة لك ولهذه الفتاة فلا ينبغي أن يكون ذلك مانعا من الزواج لأن الزواج في هذه الحالة واجب عليك كما مر، وإكمال الدراسة لا يعارضه بل يمكن الجمع بينهما بيسر، فالزواج عادة يكون عونا للشخص على دراسته وسائر أموره، فكم من الناس كان الزواج أنفع لهم في دراستهم وشؤونهم، لأنهم وجدوا في الزواج السكن والمودة والراحة وهدوء البال.
وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 73333، 45696، 10426.
والله أعلم.