السؤال
في بلدي يؤذن للعصر الساعة الرابعة وخمس دقائق، لكني لاحظت بواسطة وضع عصا في الشمس بشكل عمودي أن ظل العصا يصير مثلها حوالي الثالثة وخمس دقائق. فهل يمكن أن أصلي العصر حسب الظل، وإذا صليت حسب الظل ما حكم صلاتي التي سبقت، و بالنسبة للظهر لو صليته قبل الساعة الرابعة وبعد الثالثة فما الحكم مع علمي أن صلاتي الظهر والعصر متتاليتان؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذهب جمهور الفقهاء: المالكية والشافعية والحنابلة والصاحبان من الحنفية
إلى أن أول وقت العصر إذا صار ظل كل شيء مثله غير فيء الزوال، وهذا رواية عن أبي حنيفة أيضا. والمشهور عن أبي حنيفة: أن أول وقت العصر إذا صار ظل كل شيء مثليه غير فيء الزوال. انتهى من الموسوعة.
وما ذهب إليه الجمهور من أن أول وقت العصر إذا صار ظل الشيء مثله سوى ظل الزوال هو الراجح، ويدل عليه أدلة كثيرة سبق بيانها في الفتوى رقم: 28448، وبناء عليه، فلك أن تصلي العصر إذا صار ظل الشيء مثله سوى ظل الزوال، وعليك مراعاة ظل الزوال في الأيام التي يوجد فيها، ذلك بعدم اعتباره من ظل الشيء، أي لا بد أن يكون للشيء ظل مثله زائدا عن الظل الموجود أصلا وقت الزوال، وهو أقصر ظل للشيء.
وبهذا تعلمين أن أذان العصر في بلدك قد يكون تأخيره عن الساعة التي رأيت فيها ظل الشيء مثله هو مراعاة هذا القدر من الظل.
واعلمي أنه بدخول وقت العصر ينتهي وقت صلاة الظهر، فلا يجوز تعمد تأخير صلاة الظهر حتى يدخل وقت صلاة العصر، كما هو مذهب أكثر أهل العلم. ثم اعلمي أن وقت العصر يستمر إلى أن تصفر الشمس، ثم هو وقت ضرورة إلى غروبها، وعلى كل فصلاتك السابقة صحيحة إذا صليتها بعد دخول الوقت.
والله أعلم.