السؤال
ما حكم امرأة تؤجل الصلاة بحجة وجوب إكمال أعمال البيت، خاصة إعداد الطعام والخبز، لأنها ترى أن زوجها إذا عاد من عمله الشاق والمتعب يجب أن يجد الطعام جاهزًا؟ وفي بعض الأحيان يخرج وقت الصلاة فتؤديها مع الصلاة التي تليها، وفي أحيان أخرى تصلي تلك الصلاة في وقت متأخر قليلاً أو حتى كثيرًا، ولكن قبل أذان الصلاة التالية.
قام أولادها بتحذيرها مرارًا، وذلك بتقديم فيديوهات من اليوتيوب عن سوء خاتمة من يترك الصلاة، وبتذكيرها بآيات من القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: "فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون" [الماعون: 4-5]. ومع ذلك، تبرر موقفها بقولها: "زوجي سيغضب إذا لم يجد الطعام جاهزًا".
ما حكم هذا الفعل؟ وما هو جزاء من يفعل ذلك في الدنيا والآخرة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالصلاة لها وقت محدد يجب أداؤها أثناءه، ولا يجوز تأخيرها ولو لجمعها مع الصلاة التي تليها، إذ الجمع الذي يؤدي إلى تأخير الصلاة عن وقتها لا يجوز إلا لسبب يبيحه.
وعليه؛ فإن كانت المرأة المذكورة تؤخر الصلاة حتى يخرج وقتها بذريعة إعداد الطعام لزوجها، فهي آثمة؛ فأعمال المنزل وطبخ الطعام ليس عذرًا يبيح للمرأة إخراج الصلاة عن وقتها، كما أن أداء الصلاة لا يأخذ وقتًا كثيرًا يشغلها عما تريد إنجازه، ولو كان يشغلها، فلتبادر إلى أعمالها قبل وقت الصلاة؛ لتؤدي الصلاة في وقتها، وتراجع الفتوى: 185197.
وقد أحسن أولادها بسعيهم في سبيل إصلاحها، ولا شك في أن هذا من أعظم برهم بها. وعليهم أن يستمروا في ذلك ولا ييأسوا، وليكثروا من الدعاء لها بالتوبة والهداية، فالله -عزَّ وجلَّ- قادر على أن يصلحها، فهو مالك القلوب وهدايتها، قال تعالى: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {القصص: 56}.
وليُسلِّطوا عليها بعض الفضلاء من الناس، ومن يرجون أن تستجيب لقولهم، ليبينوا لها أن بإمكانها أن ترتب وقتها إن أرادت، فالصلاة لا تأخذ وقتًا كثيرًا يمكن أن يكون له تأثير على أمر أداء الصلاة في وقتها.
وينبغي -أيضًا- نصح الزوج إن كان يهتم لأمر الطعام ويغضب لتأخيره، ولا يغضب لتضييع زوجته صلاتها.
والله أعلم.