السؤال
فتحت منذ عدة أيام بحثا عن الصور المسيئة للرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم ورأيتها كلها، لا حول ولا قوة إلا بالله. ولكني خفت بأني إذا رأيت هذه الصور بأني مذنب، ولقد فعلت ذنبا، فهل فيها حرج إذا اطلعت عليها؟
فتحت منذ عدة أيام بحثا عن الصور المسيئة للرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم ورأيتها كلها، لا حول ولا قوة إلا بالله. ولكني خفت بأني إذا رأيت هذه الصور بأني مذنب، ولقد فعلت ذنبا، فهل فيها حرج إذا اطلعت عليها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن هذه الصور المسؤول عنها من أعظم المنكرات وأقبحها، والمنكر لابد من تغييره، فإن عجز العبد عن تغييره بيده أو بلسانه، فأضعف الإيمان أن يغيره بقلبه، غضبا لله تعالى وتعظيما لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن عجز عن تغيير المنكر ووسعه مفارقة مكانه، وجب عليه مفارقته، ولا يكتفي في هذه الحالة بإنكار القلب فقط. فقد قال تعالى: وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين * وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون {الأنعام:68- 69} وقد سبقت الإشارة إلى ذلك في الفتوى رقم: 1048.
وعلى ذلك فتعمد مشاهدة مثل هذه الصور الأصل فيه الحظر والمنع، إلا أن يكون في الاطلاع عليها مصلحة شرعية، كحال من يتصدى للرد على أهلها ويتولى تفنيد باطلهم والرد عليهم، فشهود هؤلاء المنكر يكون على وجه التقوى التي تخلصهم من الذم، وقد قال السعدي في تفسير الآية السابقة: هذا النهي والتحريم لمن جلس معهم ولم يستعمل تقوى الله، بأن كان يشاركهم في القول والعمل المحرم أو يسكت عنهم وعن الإنكار، فإن استعمل تقوى الله تعالى، بأن كان يأمرهم بالخير وينهاهم عن الشر والكلام الذي يصدر منهم، فيترتب على ذلك زوال الشر أو تخفيفه، فهذا ليس عليه حرج ولا إثم، ولهذا قال: وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون. اهـ.
أما من يحاول الاطلاع على هذه الصور من أجل الفضول فقط فيبقى على أصل الحظر، ومما لا يخفى أن تعود النظر لمثل هذه الصور يهون نكارتها في القلب.
والله أعلم.